الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

ما هو الشرک؟

إِنَّ اللّهَ لاَ یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِکَ لِمَن یَشَاء وَمَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِیمًا ) النساء 48)




ما هو الشرک؟

إن کلمة شرک فی اللغة العربیة من الشراکة. وهی أن یُجعل لله تعالى شرکاء. عندما یُذکر الشرک فی القرآن فهو یُذکر فی المعنى التالی: إعطاء أهمیة کبرى وأولویة لأی شیء، شخص، أو مفهوم ، وإعتباره مساویاً أو حتى متفوقاً على الله تعالى، ومن ثم التصرف والعمل وفق هذا المفهوم المشوه والخاطئ. وهذا یعنی أن صاحب هذا المعتقد یعطی صفى الألوهیة لخلق الله علماً بأن الله تعالى هو وحده الإله.

إن رسالة القرآن الأساسیة هی أن لا إله إلا الله. هذه الحقیقة تتمثل فی الشهادة وهی تتکرر باستمرار فی القرآن الکریم. ومع ذلک، فیجب على المسلمین أن یفهموا هذه الحقیقة تماماً ویتأملوا فیها بعمق. فإذا أقررنا أن القوة کلها والقدرة لله، وأن لا إله إلا هو تعالى، فهذا لا یُمکن أن یفسر ویفهم بطریقة سطحیة. ومتى نظرنا إلى القرآن أدرکنا أن أی معتقد، موقف أو تصرف آخر لا یرتکز على هذه الحقیقة هو شرک فی الواقع. وهکذا، فإننا نستطیع أن ننظر إلى الشرک فی معناه العام على أنه أی مفهوم خاطئ یقوم على أن أی شخص، شیء، أو إله یملک القوة والقدرة غیر الله تعالى.

وفقاً للقرآن، فإن الإله هو کینونة تملک الصفات والقدرات التی إنفرد بها الله.فبما أنه لیس هنالک من مخلوق یملک هذه الصفات والقدرات، فإذاً لا یوجد إله غیره تعالى. والقول بغیر ذلک یعنی أن هنالک آلهة أخرى تُعبد ویعنی أیضاً جعل الشرک بالله.

هنا، علینا أن نقوم بتمییز مهم. فمثلاً، الغنی ألذی هو إسماً من أسماء الله تعالى، یطلق إیضاً على الشخص الغنی مادیاً. إلا أن ما یؤدی إلى الشرک هو الإعتقاد بأن غنى هذا الشخص قد حصل بسبب مجهوده الشخصی. ففی هذا الحال، فستنسى الحقیقة التی تنص على أن الغنى کله فی الواقع لله. والإعتقاد الصحیح هنا أنه لحکمةٍ ما، أراد الله أن یعطی هذا الشخص کل ما یملک، ویعطیه بذلک صفة الغنی. غیر أن الناس تنسى، أو تتجاهل واقع أن الله قد ینزع ما یشاء ممن یشاء متى یشاء. إن عدم القدرة على إدراک أن أی شخص هو فی الواقع فقیر وضعیف یجعل الناس غیر قادرین على فهم حقیقة أن الله تعالى قد یظهر صفاته فی أی شخص یختاره، وکنتیجة لذلک، قد یعتبر الناس أن هذا الشخص هو المالک الحقیقی لهذه الأشیاء والممتلکات والثروات والصفات. ولکن بما أن جمیع هذه الأشیاء موهوبة من الله، ولیست محصلة بسبب المجهود الفردی لهذا الإنسان، فإن هذا الفهم الخاطئ قد یتسبب للناس بنسیان ربهم والغفلة عنه وإعطاء صفة الألوهیة لغیره. ومتى حصل ذلک من الإنسان فقد وقع فی الشرک.

فیجب إذاً علینا أن نتیقن أن الله هو المالک الحقیقی لکل الثروات، بغض النظر عن مکانها وأعدادها، وأنه قادر على نزعها من أی شخص وفی أی وقت. حین نقیم شخص غنی ما، فإن ما یهم لیس وضعه المادی، بل علینا أن ننظر إلیه على أنه مجرد عبد لله تعالى. فمثلاً، إن کان فرد فی عائلة ما ینظر إلى الأب على أنه المالک الحقیقی لثروته، فهو مرتکباً لإثم عظیم. وکمثل آخر، فإن على من یعمل فی مجال ما التیقن بأن الله هو وحده الذی یطعمه، یکسوه، ویأویه. فلیس من المنطق النظر إلى مستخدمه على أنه هو الرازق.

إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْکًا إِنَّ الَّذِینَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا یَمْلِکُونَ لَکُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْکُرُوا لَهُ إِلَیْهِ تُرْجَعُونَ (العنکبوت:17)

إضافة إلى ذلک، یبیّن لنا القرآن أن لا قوّة إلا بالله (الکهف 39) فکل ما یشبه القوة فی مخلوقاته لیس إلا إنعکاساً لقوته تعالى، وهو القادر على نزع هذه الصفات فی أی وقت. إن المبالغة فی تقدیر أی إنسان بسبب صفات أمده الله بها کإختبار له فی هذه الدنیا، والإعجاب الشدید به کما لو أن هذه الصفات کانت متأصلة فیه، هو فی الواقع وضع هذا الإنسان فی مرتبة الألوهیة.

مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ (الحـج: 74)

والمنطق نفسه ینطبق على صفات الله الأخرى التی یمد بها أو یعکسها فی عباده وخلقه. فعلینا أن ندرک أن هذه الصفات لله تعالى وحده وما نراه فی خلقه لیس إلا إنعکاسات لهذه الصفات.

بدایة الشرک

إن الخطأ العظیم الذی یتمثل فی إعطاء ذاتیة مستقلة لمخلوقات الله وإعتبار وجودهم قائم بذاته ومستقل عن الله یؤدی إلى الشرک. فالله یعطی الثروات، الجمال، القوة والمجد ولکن الإنسان الذی یُعطى هذه الصفات لا یملکها حقاً ولیس هو الذی أوجدها، ولا هو ولا ما یملک موجود بشکل مستقل عن الله. إن من لا یدرک هذه الحقیقة غالباً ما یُظهر الإعجاب أو الخوف من هؤلاء الذین اُعطاهم الله هذه الصفات، معتقداً بأنهم بطریقة ما مستقلون عن الله. ومن هنا یبدأ الشرک.

کما سنرى فی الفصول التالیة، فإن هذا المعتقد الذی یتمثل فی نسب القدرة والصفات إلى المخلوقات هو الإساس لکل أشکال الشرک والوثنیة. على المؤمنین الحقیقیین أن یأسسوا إیمانهم على التوحید، وأن یجتنبوا الشرک بالله تعالى. على الناس أن یتذکروا دائماً أنهم مدینون لله بکل ما یملکون وأنهم خُلقوا بإرادة الله وحده. هو الذی یحییهم ویمیتهم، فهو یفعل ما یشاء، یرزق من یشاء من عباده بما یشاء من الصفات.

القوة، الذکاء، الجمال، الشهرة، والمراکز العلیا هی منح ونعم من خلق الله. وبما أنّه هو تعالى خالقها، فهو ینزعها متى یشاء. إن الله یظهر قدراته فی أشکال مختلفة، فی کل المواضع وفی کل العباد. وهذه التجلیات هی التی نراها حیثما نظرنا. یجب على المؤمنین بالله تعالى أن یرسخوا فی قلوبهم حقیقة أن لا شیء موجود مستقل عن الله. فقط عندما یبنوا إیمانهم، تأملهم، وتصرفهم على هذه الحقیقة سینتهوا من الشرک بالله تعالى.

التبریرات الباطلة للمشرکین

یمکننا تعلم المعانی الصحیحة للشرک، التوحید، والعبادة من القرآن الکریم. فقط عندما نقرأ القرآن ونفقه معانیه ونسعى لتحقیق هذه المعانی فی حیاتنا یصبح لدینا الفهم، الإیمان، والتصرف الصحیح جاعلین الله إلهنا فی جمیع الأمور ومجتنبین خطأ الشرک به تعالى. فإذاً، على من یؤمن بالقرآن ویوقن أنه الحق أن لا یتبنى أی مقیاس أو مرجع آخر عندما یتعلق الأمر بالإیمان، التفکر، الفهم الأخلاقی، طریقة العیش، وأحکام مهمة أخرى. فإن محاولة الإنسان لتبریر تفضیله للبدائل عن أوامر الله ناسیاً بذلک الحدود التی وضعها تعالى قد تؤدی به إلى الشرک.

هکذا تبریر لا یصح أبداً. فمثلاً، تفضیل نیل إستحسان شخص ما والسعی إلى إرضائه عوضاً عن إرضاء الله یعنی إتخاذ إلهٍ آخر. الخوف من شخص ما أکثر من الله وتوقیره بنفس الدرجة التی یُوقر بها الله أو حتى أکثر، مما یؤدی إلى ترک نواهیه والتصرف بما لا یرضیه یشکل أیضاً نوعاً من أنواع الشرک. أن یحب الإنسان شخص ما کحبه لله أو أکثر، ذلک أیضاً فی خانة الشرک. إذا أشار شخص مدرک لأهمیة العیش ضمن نطاق الشریعة والإیمان إلى المجتمع المحیط به، کتبریر لممارساته وإعتقاداته الخاطئة، وحتى لا یتسبب لنفسه بالنقد، فهذا دلیل واضح على الشرک. فعلى الإنسان أن یُدرک من هو الأولى بأن یُرضیه. إن عائلة شخص ما أو أقربائه قد لا یفقهون الإسلام، وفی هذه الحال، فإن أی إنحراف عن متطلبات هذا الدین وتقدیم التنازلات لإرضائهم یقع فی نفس الخانة. لیس من مسلم یقوم بتقدیم التنازلات على حساب رضوان الله. فرضوانه تعالى هو فقط ما یهم. بالتأکید ما من أحد قد یود أن یقلّل من حبه وإحترامه لعائلته. ولکن بحال أراد أفراد هذه العائلة منه أن یشرک بالله فإن الله یقول فی ذلک:

وَوَصَّیْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَیْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاکَ لِتُشْرِکَ بِی مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَیَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُم بِمَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنکبوت:8)

أن أفضل مثال للتعامل مع غیر المسلمین هو الرسول (ص). فعندما کان الرسول یبلغ الرسالة التی جاء بها أدرک الکثیرون بأن هذا هو الحق الذی یجب إتباعه، ولکن القلیل منهم طبّقوا فعلیّاً أحکام الدین واتبعوا الرسول. فمثلاً، بُعید هجرة الرسول (ص)، أنزلت الآیات التی تتناول لباس المرأة الشرعی :

عن صفیة بنت شعبة : کنا مع عائشة (ر) فذکرنا نسوة قریش وفضائلهم. فقالت عائشة (ر): إن نسوة قریش فیهن الخیر، ولکنی والله لم أرَ مثل نسوة الأنصار. فعندما أنزلت ألآیة: {…وَلَا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُیُوبِهِنَّ وَلَا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ...} ذهب إلیهم رجالهم یتلون علیهم هذه الآیة، کل رجل یتلوها على زوجته، إبنته، أخته أو أقرباءه ، نهضت کل إمرأة، فأخذت بإزرها وإختمرت به إیماناً بما أنزل الله تعالى.(تفسیر إبن کثیر، سورة النور).

أثناء بعثة الرسول(ص)، کانت النساء المؤمنات سریعات الإمتثال لإوامر الله، وکانت طاعتهن نابعة عن شوق ورغبة. وکذلک فعلت المؤمنات التی أتین من بعدهن، بطاعتهن للفرائض بکل رغبة وتصمیم.

أما البعض الآخر، فقد خشی ردة فعل المجتمعات التی یعیش فیها، فخضع لتهدیداتها، وخاف من فقدان موقعه ومنزلته، وحسب أنه سیخسر الکثیر فی حال إستجاب للرسول (ص) ووقف مع المسلمین للجهاد فی سبیل الدین. وبسبب صعوبة الأحوال فی هذا المحیط، فقد خاف البعض مما قد یصیبهم، واعتبر البعض الآخر إن الجهاد مع الرسول (ص) فی حر الصحراء عمل شاق واستحبوا شهواتهم الدنیا.

وکخلاصة، فقد حاول هؤلاء الإتیان بکل أنواع التبریرات والذرائع للتهرب من متطلبات الإیمان. ولکن وفقاّ للقرآن الکریم نستطیع أن ندرک أنهم بعملهم هذا کانوا یجعلون لله الأنداد ویشرکون به. فمع أنهم عرفوا الحق فی إنفسهم إلا أنهم فضلوا أشخاصاً آخرین، أو حتى مجتمع بأکمله، أو مال، أو منزلة إجتماعیة، أو شهواتهم على رضوان الله تعالى. فهم سعوا لإرضاء غیر الله، وأملوا بالخلاص بالإستعانة بوسائل غیره تعالى. فخاف أکثرهم من نقد المجتمع لهم، وترددوا فی وجه التهدیدات، وخافوا على مناصبهم، ورأوا إن إتباع الرسول سیؤثر على مصالحهم، وأنهم سوف یخسرون الکثیر فی حال إسلامهم، وفضل البعض الآخر الراحة والرفاهیة على الهجرة إلى المدینة مع النبی (ص).

لقد قام الکثیر من هؤلاء بالتنازلات بسبب شهواتهم الدنیا أو إشباعاً لرغباتهم، أو تهرباً من أیة تضحیات:

وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ یَا أَهْلَ یَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَکُمْ فَارْجِعُوا وَیَسْتَأْذِنُ فَرِیقٌ مِّنْهُمُ النَّبِیَّ یَقُولُونَ إِنَّ بُیُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِیَ بِعَوْرَةٍ إِن یُرِیدُونَ إِلَّا فِرَارًا (الأحزاب: 13)

کما رأینا، فقد جاء هؤلاء بمختلف الأعذار لکی لا یرافقوا النبی (ص) والمؤمنین، ولکی لا یجعلوا للإسلام حیزاً فی قلوبهم. وربما حاولوا تبریر مواقفهم للآخرین وإقناعهم بمنطقهم، ولکن هذه الأعذار باطلة عند الله تعالى وما کانوا یخدعون إلا أنفسهم. فبإتباعهم لشهواتهم وتفضیلها على رضوان الله، فقد کانوا بفعلهم هذا یجعلون الأنداد لله تعالى.

إن الذین کانوا على عهد الرسول (ص) إمتُحنوا وِفق هذا الزمان. والناس الیوم أیضاً یُمتحنون بنفس الطریقة. فالله وحده یعلم مدى صدقهم حین یختارون بین رغباتهم الخاصة ورضوانه تعالى، ویعلم أیضاً حین یتذرعون کما فعل الذین من قبلهم. وکل شخص سیثاب فی الآخرة بما یتلائم مع أعماله فی هذه الدنیا:

فَیَوْمَئِذٍ لَّا یَنفَعُ الَّذِینَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ (الروم: 57)

فإذاً على الناس الیوم أن لا یهجروا القرآن الکریم وأن لا یختلقوا الأعذار لینصرفوا عن الإسلام .

أساساً، إن من یشرک بالله فقد إتخذ کمشرع شخص أو أی شیء آخر غیر الله تعالى. هذا الند المساوی لله قد یکون هو نفسه، أفراد عائلته أو أسلافه، أصدقاءه، مستخدمیه، مجتمعه، أو مؤسسی وأتباع مختلف الأدیان والفلسفات. فإذا نظرنا إلى الأمر من هذه الناحیة، فإن من یبتغی غیر سبیل الإسلام، فقد إختار سواء عن علم أم لا، الشرک. بغض النظر عن ما یدعون أنفسهم (ملحدین، غنّوصیین، نصارى، یهود، أو مسلمین)، فهم مشرکون. حتى ولو کانوا یقیمون الصلوات الخمس، یصومون، ویؤدون الحج وطقوس إسلامیة أخرى، مسیبقون على شرکهم فی حال کانت واحدة فقط من معتقداتهم تتعارض مع القرآن، فی حال ترکوا أوامر الله، أو سعوا إلى إرضاء غیره على حسابه تعالى.

أن من یشرک بالله قد لا یعلم أو یشعر بذلک وهو لن یقول " لقد جعلت من هذا أو ذلک إلهاً أعبده من دون الله "، فالشرک أولاً فی القلب ثم ینعکس على الأعمال. وکما یوضح لنا القرآن فإن تفضیل الناس لأی أحد أو شیء على الله یجعل من الشخص مشرک. غیر أن هؤلاء عادة لا ینکرون وجود الله وهم لا یُقرون بشرکهم. وبطمسهم ضمائرهم وخداع أنفسهم، فسینکرون شرکهم حتى فی الآخرة:

وَیَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَکُواْ أَیْنَ شُرَکَآؤُکُمُ الَّذِینَ کُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَکُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ(23)انظُرْ کَیْفَ کَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا کَانُواْ یَفْتَرُونَ(24) ) الأنعام :22-24)   

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد