الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الفکـر المــادّی

الفکـر المــادّی

بعد هذا الاستعراض الفکری یتبین لنا أن نظریة التطور فی حالة تناقض تام مع الأدلة العلمیة الموجودة ، لأن إدعاء نشوء الحیاة بالتطور مناف لقواعد العلم ولا یمکن إیجاد أی أساس علمی یستند علیه ویمکن من خلاله البدء بالمناقشة والتحلیل والنقد الموضوعی وأثبتت المتحجرات بعدم وجود الکائنات الحیة البینیة ، ومادام الأمر کذلک فینبغی طرح هذه النظریة جانبا باعتبارها متناقضة مع العلم وقواعده وأحکامه ، کما حصل للنظریة القائلة بأن الأرض مرکز الکون والتی طرحت جانبا هی الأخرى .

ولکن هناک إصرار عجیب على التأکید بصحة هذه النظریة فی دنیا العلم ، والبعض من الغلاة یذهب بعیدا فی غلواءه مؤکدا أن أی هجوم على هذه النظریة هو هجوم على العلم والعلماء ، ولکن لماذا ؟

وسبب هذا الغلو ناشئ من کون النظریة بالنسبة لبعض الجهات اعتقادا تلقینیا لا یمکن أن یفرط فیه وهذه الجهات تؤمن بالمادیة إیمانا أعمى وتعتبر الدارویننیة مصدر الهام لها فی إیجاد تفسیرات للظواهر الطبیعیة .

وأحیانا یعترف دعاة التطور بهذه الحقیقة ، مثلا Richard liwentin ریتشارد لیونتن الباحث المشهور فی علم الجینات والذی یعمل فی جامعة هارفارد ویعتبر من المدافعین عن نظریة التطور یعترف بکونه مؤمنا بالمادیة ومن ثم یتحدث عن نفسه أنه رجل علم قائلا :

" لدینا إیمان بالمادیة ونقبلها کبدیهیة ، والأمر الذی یجبرنا على إیجاد تفسیرات مادیة للظواهر الدنیویة لیس العلم ووسائله ، بالعکس فإننا نعمل انطلاقا من إیماننا بالمادیة ولهذا السبب نقوم بإجراء التجارب واستخدام کافة الوسائل لإیجاد تفسیرات مادیة للظواهر الدنیویة ، وبما أن المادیة مقبولة من قبلنا ونعترف بصحتها إطلاقا فلا نأذن أبدا للتفسیرات الإلهیة أن تدخل حلبة الصراع العلمی ".(158)

وهذا الکلام نتاج لمدى الترابط الوثیق بین المادیة والدارویننیة باستخدام التلقین المؤدی إلى أعمى الفکر والعقل .

وهذا التلقین یفترض أنه لا یوجد شیء سوى المادة ، وأن الحیاة نشأت من المادة من شیء غیر حی ، أی أنها تقبل بنشوء الملایین الحیة المختلفة کالطیور والأسماک والزرافات والنمور والحشرات والأشجار والأزهار والحیتان والإنسان من التفاعلات والتغییرات الحاصلة داخل المادة أو بمعنى آخر من نزول المطر والصواعق ، والحقیقة أن هذه الفرضیة منافسة لقواعد العلم والعقل ، ولکن یستمر الدارویننیون فی الدفاع عن نظریتهم بشتى الوسائل لمنع دخول التفسیرات الإلهیة حلبة الصراع العلمی .

والناظر إلى مسألة أصل الأنواع نظریة غیر مادیة لابد أن یجد الحقیقة التالیة : کل الکائنات الحیة وجدت نتیجة خلقها من قبل خالق ذی قدرة وقوة لا حدّ لهما ، وهذا الخالق هو الله سبحانه وتعالى الذی فطر السماوات والأرض وخلق الأحیاء کلها من العدم وهو الخلاق العلیم .

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد