الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الداروینیة الحدیثة و الطفرات الوراثیّة

الداروینیة الحدیثة و الطفرات الوراثیّة

قام الداروینیون بمواجهة هذا المأزق اعتبارا من نهایة الثلاثینیات عبر طرح نظریة جدیدة باسم النظریة الصنعیة الحدیثة وشاعت باسم النیودا روینیة أو الدراوینیة الحدیثة ، وتستند على فرضیة حدوث تغییرات فی البناء الجینی للإحیاء وهذه التغییرات قد تکون مفیدة وتدعى الطفرات الوراثیّة و تکون ضارة نتیجة التعرض للإشعاعات الضارة أو نتیجة خطأ فی الاستنساخ الوراثی ،وحالیا تحافظ الدارویننیة على کیانها النظری عبر هذه الفرضیة ، وتدعی هذه النظریة بصورة عامة أن أعضاء الکائنات الحیة ذات تراکیب معقدة للغایة نشأت عن طریق الطفرات الوراثیّة التی طرأت على أجسام هذه الکائنات وبمرور الزمن أخذت شکلا معینا کالأنف والعین والأذن والأجنحة وغیرها من الأعضاء ، ولکن ظلت هذه الفرضیة عاجزة أمام الحقیقة وهی أن لا تؤدی إلى ظهور أنواع جدیدة بالعکس تعتبر تغییرات ضارة . وسبب ذلک بسیط للغایة : وهو الـDNA ذو الترکیب المعقد ، فجزئیة هذا الحامض النووی تتعرض لأضرار جسیمة فی حالة تعرضها لتأثیر خارجی ولو اعتباطی ، ویشرح هذا الأمر بالتفصیل الباحث الأمیرکی B.G RAGANATHAN ب.ج. راکنا ثان وهو متخصص فی علم الجینات قائلا :إن الطفرات الوراثیّة عبارة عن تغییرات عشوائیة وضارة وصغیرة ومن النادر جدا حدوثها وفی أحسن الأحوال تکون غیر فعالة ، وهذه الخصائص الثلاثة تبین عدم إمکانیة لعب دور کبیر فی التطور المفترض . ومن البدیهی أن تکون أیة طفرة وراثیّة تطرأ على کائن حی متکامل الأعضاء إما ضارة أو غیر فعالة ،مثلا أی تغییر یطرأ على ساعة ید لا یؤدی إلى تطورها ، فإما یضرها أو لا ینفعها فی أحسن الأحوال ، والزلزال لا یطور مدینة بل یدمرها .(148) وإلى یومنا لم تشاهد أیة طفرة وراثیّة أو تغییر جینی للکائن الحی. و یفهم من هذا العرض أن الطفرات الوراثیّة التی سیقت من قبل النظریة کمفهوم أو آلیة خاصة للتطور هی فی الحقیقة تغییر ذو طابع تخریبی على أجساد الکائنات الحیة یترکها معوقا فی الغالب ، { والأثر البالغ الذی تترکه الطفرات الوراثیّة على جسم الإنسان هو الإصابة بمرض السرطان } .ومثل هذه الآلیة التخریبیة لا یمکن لها أن تکون آلیة للتطویر ، أما الانتخاب الطبیعی فکما اعترف داروینن بنفسه فلا یمکن لوحده أن یکون ذا تأثیر بالغ ن وهذه الحقیقة تین لنا عدم وجود أیة آیة آلیة للتطور فی الطبیعة ، ولعدم وجود هذه الآلیة فمن الطبیعی أن لا تکون هناک أیة فترة لازمة لهذا التطور المزعوم .سجلات الحفریات : لا أثر لأی أنواع انتقالیة أحسن شاهد على عدم وجود فترة للتطور کما تدعی النظریة هو سجلات الحفریات. فحسب هذه النظریة أن الکائنات الحیة نشأت وتطورت عن بعضها البعض ، فهناک کائن حی نشأ کأول نوع ثم نشأ عنه نوع آخر وهکذا ، وحسب النظریة فإن هذه العملیة استمرت مئات الملایین من السنین وتحققت خطوة خطوة .ومادام الأمر کذلک فیجب أن تکون هناک أنواعا انتقالیة عدیدة عاشت وتکاثرت على وجه البسیطة . على سبیل المثال یفترض أن یکون هناک کائن حی نصف سمکة ونصف زاحف أی یملک جزءا من خصائص الأسماک وجزءا من خصائص الزواحف قد عاش وتکاثر على کوکب الأرض أو کائن حی یحمل خصائص مشترکة من الزواحف والطیور ، ولکونها کائنات أو أنواعا من کائنات حیة انتقالیة فیفترض أن تکون محطة للتجربة فتنشأ معوقة أو ذات نواقص أو عیوب فسیولوجیة أو مورفولوجیة . ویدعو دعاة التطور هذه الکائنات بالـ کائنات الحیة البینیة ولو صح أن هذه الکائنات البینیة قد عاشت وتکاثرت فیجب أن یکون عددها بالملایین وحتى بالملیارات ، ویفترض أن نجد لها أثرا فی الحفریات ، ویشرح داروینن هذا الأمر فی کاتبه أصل الأنواع : إذا صحت نظریتی فینبغی وجود کائنات حیة بینیة عدیدة جدا على کوکبنا والذی یثبت هذا الأمر هو وجوب إیجاد أثر لها فی الحفریات الجاریة عن المتحجرات .(149)

خیبة أمل داروین

استمرت أعمال البحث عن المتحجرات منذ أواسط القرن التاسع عشر وحتى یومنا هذا فی کافة أنحاء الأرض التی نعیش علیها ولکن لم تجد هذه الأبحاث والحفریات عن إیجاد أی أثر لهذه الکائنات البینیة . وثبت من الأدلة التی تم التوصل إلیها عن طریق فحص المتحجرات التی حصل علیها العلماء نتیجة هذه الحفریات أن جمیع الکائنات الحیة نشأت وظهرت على وجه الأرض بدون نقص وفی نفس التوقیت وهذا عکس ما یدعیه الدارویننیون .

واعترف بهذه الحقیقة الباحث فی علم المتحجرات DEREK W.AGER درک.و.أیکر بالرغم من کونه مؤمنا بفکرة التطور قائلا :أن مأزقنا هو : عندما نقوم بتدقیق سجلات الحفریات نجد أمامنا حقیقة واحدة لا غیر سواء المتعلقة بالأجناس أو بالأنواع ، نرى أمامنا مخلوقات ظهرت فجأة على شکل مجامیع بدلا من رؤیتنا لکائنات متطورة تدریجیا (150).

أی أن هذه الحفریات تدل على أن هذه المتحجرات تعود إلى کائنات حیة ظهرت فجأة على وجه الحیاة بدون أی نقص ولا أثر فی هذه المتحجرات لأی مخلوقات حیة بینیة ، وهذا یتعارض مع ادعاءات داروینن ، والأبعد من ذلک أن هذا دلیل کاف على هذه الکائنات المخلوقة ، لأن هذا الدلیل یبین لنا هذا الکائن الحی قد ظهر إلى الوجود بدون جدّ له ودون أیة عملیة للتطور أی أن هذه الکائن الحی مخلوق حتما ، ویعترف بهذه الحقیقة Doglas Futuyma دوغلاس فوتویما بعلم الأحیاء قائلا :

الخلق والتطور یعتبران مفهومان ذوا صدى بشأن أصل الکائنات الحیة ، فهناک احتمالان لا ثالث لهما الأول أن تکون الکائنات الحیة قد ظهرت إلى الوجود فجأة ودون نقص أی أنها مخلوقة أو أن تکون غیر ذلک ، وعندما تکون غیر ذلک ینبغی أن تکون مرت بفترة تطور عن أنواع أخرى سبقتها فی الوجود ، وإذا کانت هذه الکائنات الحیة قد ظهرت فجأة وبهذا الشکل المعجز فینبغی أن یکون هناک من خلقها بهذه الصورة وهذا الخالق بلا شک ذو قوة لا حد لها (151).

أما المتحجرات فتعتبر دلیلا قویا على الکائنات الحیة قد ظهرت إلى الوجود دون نقص وبهذا الشکل المتکامل أی أن أصل الأنواع لیس کما یدعى داروینن بل الخلق .

قصة تطور الإنسان

من أهم الموضوعات التی یخوض فیها الدارویننیون ویدخلون فی نقاشات متشعبة عنها هی موضوعة أصل الإنسان ، أما الإدعاء الداروینی بهذا الصدد فیتلخص فی فرضیة کون الإنسان قد نشأ من مخلوقات شبیهة بالقرود ، وهذا النشوء والتطور قد استمر لفترة من 4-5 ملیون سنة تطور هذا المخلوق الشبیه بالقرود إلى أنواع بینیة حتى أخذ شکل الإنسان الحالی ، وصنفت أربعة أنواع للإنسان حسب التسلسل الزمنی :

1-Austrapithecus أوسترالوبیثیکوس

2-Homo Habilis هومو هابیلیس

3-Homo Erectus هومو أرکتوس

4-Homo Sapiens هوموسابینس { الإنسان الحالی }

وسمى الدارویننیون الجد الأعلى للإنسان باسم " Australopitheucus " أو قرد الجنوب ، وفی الحقیقة لم تکن هذه المخلوقات إلا أنواعا من القرود المنقرضة ، وثبتت ذلک علمیا عن طریق الأبحاث التی أجراها باحثان مشهوران فی علم التشریح وهما الأمیرکی Charles Oxnard تشارلس أوکسنارد والبریطانی Lord Solly Zuckerman اللورد سوللی زوکرمان وأثبتا أن هذا النوع من الکائنات الحیة لا یمت بأیة صلة بالإنسان .(152)

ویصنف دعاة التطور الجیل التالی من هذه الأحیاء تحت اسم Homo أی الإنسان ، وهذا الجیل تطور عن قرد الجنوب أو الـ Australopithecus ویرتب هؤلاء المتحجرات الخاصة بهذا لا کائن الحی تتشکل جدولا زمنیا لعملیة التطور وهو جدولا خیالیا بالطبع والخیالیة نابعة من عدم وجود أی دلیل یثبت أن هذه الأنواع نشأت وتطورت عن بعضها ، واعترف بهذا الخطأ العلمی أحد أشرس المدافعین عن نظریة التطور فی القرن العشرین وهو Ernest mayr أرنست مایر

قائلا : " إن السلسلة المتصلة بـ Homo sapiens فی حقیقتها مفقودة " (153).

ویدعی المؤمنون بنظریة التطور أثناء تشکیلهم للسلسلة التی حلقاتها هی :

Australopithecus ___Homo Habilis___Homo Erctus___Homo Sapiens بأن کل نوع منها هو جد النوع الذی یلیه ، ولکن علماء المتحجرات بعد فحصهم للمتحجرات الخاصة بـ Australopithecus و Homo Habilis و Homo Erectus أن هذه الأنواع قد عاشت فی أنحاء مختلفة من کوکب الأرض وفی نفس الفترة الزمنیة .(154)

و الأدهى من ذلک أن أفرادا من نوع Homo Erectus قد عاشت حتى فترات زمنیة حدیثة {قریبة} ، حتى أن إنسان النیاندرتال Homo Sapiens Neandertalensis و إنسان

الـ سابینس { الإنسان الحالی } Homo Sapiens Sapiens قد عاشا فی نفس الوسط أو البیئة جنبا إلى جنب .(155)

وهذه الأدلة بالطبع تؤدی إلى نفس الادعاءات القائل بأن هذه الأنواع جد بعضها البعض .

ویتحدث Stephen Jay Gould ستیفن جی کوولد المتخصص فی علم المتحجرات فی جامعة هارفارد عن هذا المأزق العصیب الذی دخلته نظریة التطور بالرغم من کونه مؤمنا بها قائلا :

أمامنا مشهد یصور لنا أن هناک ثلاثة أنواع مختلفة من الإنسان تعیش بموازاة بعضها ، إذن فما الذی حدث لشجرة التطور الخاصة بنا ؟ والواضح أن لا أحد من هذه الأنواع قد تطور من

الآخر ، والأبعد من ذلک عندما نجری بحثا مقارنة نوعیة بین هذه الأنواع لا نجد بینها أی ترابط یدل على أنها تطورت بعضها عن بعض تدریجیا .

وملخص الکلام أن النظریة الخاصة بنشوء الإنسان من مخلوق نصفه قرد ونصفه الآخر إنسان

ماهی إلا نظرة خیالیة مستندة على نوع من الدعایة المضللة لجعلها صحیحة فی دنیا العلم ولکن الحقیقة أن هذه النظریة لا تستند إلى أی دلیل علمی یثبت صحتها أو صحة فرضیتها .

وتوصل لهذه الحقیقة Lord solly zuderman اللورد سوللی زالرمان الذی أجرى أبحاثا على متحجرات الـAustraalopithecus ولمدة خمسة عشرة سنة وهذا الباحث یعتبر من أشهر علماء المتحجرات فی بریطانیا ومؤمنة فی نظریة التطور وبالرغم من کونه کذلک اعترف بعد أبحاثه بأن لا توجد سلسلة تطوریة تمتد من الکائنات الشبیهة بالقرود إلى إنساننا الحالی .

وارتکب Zuckerman زاکرمان خطأ علمیا یلفت الانتباه ، فقد صنف فروع المعرفة التی یعترف بکونها موجودة علمیا إلى عملیة وغیر عملیة ، واستنادا إلى الجدول الذی صنفه زاکرمان تعتبر الکیمیاء والفیزیاء على قمة الجدول لاستنادهما إلى الأدلة المادیة ویعقبهما علم الأحیاء فالعلوم الاجتماعیة وأسفل الجدول أی فروع المعرفة غیر العلمیة فقد صنفها زاکرمان ذاکرا علم تبادل الخواطر Telepathy أو الحاسة السادسة وأضاف إلیها " تطور الإنسان " فی حافة الجدول السفلیة وأضاف معلقا :

عندما نخرج من عالم الأدلة المادیة ونلج إلى علوم تمت بصلة بعلم الأحیاء مثل علم تبادل الخواطر وتاریخ المتحجرات الخاصة بالإنسان نجد أن کل الاحتمالات ممکنة بالنسبة لمن یفکر ویؤمن بفکرة تطور الإنسان ، وحق یمکن لهؤلاء أن یقبلوا بعض الاحتمالات المتناقضة فی آن واحد (157).

إذن قصة تطور الإنسان ماهی إلا نتاج إیمان أعمى بنظریات موضوعة استنادا إلى متحجرات اعتبروها دلیلا لهم وهی فی الواقع دلیلا علیهم وعلى بطلان ادعاءاتهم السمجة .

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد