الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

المقـدّمة

(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَکُمُ الْوَیْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
(سورة الأنبیاء: 18)


المقـدّمة

من الوهلة الأولى، یمکن أن تتساءل عند قراءة هذا العنوان "أدیان الکفر"، فعادة ما ترافق کلمة "الدین"  الوحیَ الإلهیَّ، وهذا ما یدرکه الکثیرون. وهناک أیضا أدیان أخرى "باطلة" مثل البوذیة والهندوسیة. ولذا یقترح استخدام کلمة "الکفر" کمفهوم یرفض الدّین تماماً وینکر وجود الله.

فهناک الیوم فی أماکن کثیرة من العالم أنظمة معتقدات یتمسک بها الناس بشدّه مثل تمسکهم بالدین، ولکن لا یقال لها أدیان.. وفی هذا الکتاب،  یشار إلى تلک المذاهب بـ"أدیان الکفر" مثل المادیة، والشیوعیة، والداروینیة (التی تعتبر الأساس العلمی المزعوم لهذه المذاهب)، ویشار إلى الکثیر من الأنظمة الأخرى التی أساسها عدم االإیمان بالله. ویرجع ذلک ببساطة إلى ظهور وانتشار تلک المذاهب عبر الزمن حتى أصبحت أدیانا فی ذاتها، لدیها نظم کاملة من الاعتقادات والممارسات. فجمیعها لدیها القادة المفکرون الخاصون بها، کما أن لدیها الکتب غیر القابلة للتعدیل التی یحفظها أتباعها عن ظهر قلب. وتنتشر الدیانات الباطلة بسرعة شدیدة وتجذب العدید من الموالین لها والعاملین على سیادة  "أدیان الکفر"، وجعلها دوماً تعارض دین الإسلام دین الحق والعدل، وهی تشد أیضا العاملین على طبع ونشر العدید من الکتب والمقالات التی تنشر الدعایة لصالح هذه الأدیان والتی هی من صنع الإنسان.

ویعتبر القرآن هو أحد العوائق الکبرى التی تواجه أنصار أدیان الکفر، فالقرآن هو المرشد الوحید حالیا للطریق المستقیم الموحى به من عند الله تعالى. کما یصف القرآن الکریم بالتفصیل الثواب الذی سیناله من یجاهد ضد أدیان الکفر، وعهد للمؤمنین بهذه المسؤولیة الجلیلة. وفی وقتنا الحاضر هناک حاجة کبیرة لأشخاص مخلصین یتولون الکشف عن "أدیان الکفر" وبیان بطلانها ویبذلون الجهود الجادة لتحقیق هذا الغرض.

فخلال القرن العشرین وحتى یومنا هذا، ولعلها المرة الأولى عبرالتاریخ،  انتشرت "أدیان الکفر" انتشاراً کبیرًا. ویذکر لنا القرآن الکریم طبیعة أصحاب تلک الأدیان الباطلة بقوله: (وَیُجَادِلُ الَّذِینَ کَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِیُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) (الکهف: 56)، ولذلک، وخاصة فی عصرنا هذا،  نجد أنه من الضروری المشارکة فی هذا الجهاد الکبیر الذی ذُکر فی القرآن الکریم وإبطال جمیع مذاهب الکفر عن طریق الفکر.

ویذکر الله سبحانه وتعالى عباده الذین یحملون على عاتقهم هذا الواجب الشریف بأمور مهمّة للغایة:

(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَکُمُ الْوَیْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الأنبیاء: 18)

و بناء علیه،  فنحن نهدف للحد من الباطل بعرض الحقائق ألاساسیة عن الماده ونظریة التطورالداروینیة والتی ستجدها فی الجزء الختامی لهذا الکتاب.

 


نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد