الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

قادة الکفر الذین یدعون الناس إلى النّار

(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَیَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَکُمُ الْوَیْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)

(سورة الأنبیاء: 18)



قادة الکفر الذین یدعون الناس إلى النّار

یذکر الله عزَّ وجل فی القرآن الکریم أنه کان هناک قادة أشرار طغاة یُغرون الناس لإبعادهم عن طریق الله ویأمرونهم برفض دینه. ولقد عرّفهم الله فی إحدى آیاته بأنهم "أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ" (القصص: 41). ولقد مثلت شخصیة فرعون هذا النوع من القادة وتم بیان ذلک فی قصة موسى علیه السلام. کما أن هناک أشکالا مشابهة لهؤلاء ظهرت عبر التاریخ. وجاء هؤلاء القادة مستخدمین نفس الوسائل من الظلم ضدّ شعوبهم لإبعادهم عن الدین الحق ودفعهم للتفریط فی الدار الآخرة.
ففی عصرنا الحالی هناک قادة لا یختلفون کثیرا عن فرعون فی ظلمهم مثل أدولف هتلر الذی عرف بقسوته وارتکابه لمذابح دمویة فی جمیع أنحاء أوروبا، وفلادیمیر لینین و جوزیف ستلالین و ماو تسی تونغ وأتباعهم أمثال کارل مارکس و فریدیریک أنجلز. کما أن شارلز داروین  قد غذى الآراء الشریرة لهؤلاء القادة وأید اتجاهات الکفر بنظریته المسماة بـ"نظریة التطور".  
وکما جاء فی القرآن الکریم فإن رسل الله والمؤمنین الصالحین هم الذین یواجهون القادة الأشرار وینبهون المجتمع من مکائدهم. ولأجل ذلک یقدم لنا القرآن الکریم أشکالا من الحوارات التی کان هؤلاء الرسل یجرونها مع العتاة من المنکرین والجاحدین لأن کسبهم واستمالتهم هو کسب للشعوب التی تقع تحت سلطتهم. ففی البدایة یکلم الرسل قادة الشعوب ویعملون على إیصال الحق إلیهم. ویخبرنا القرآن الکریم أن موسى علیه السلام بعث أولاً إلى فرعون:
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآیَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِینٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِیدٍ" (هود: 96-97)
"ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآیَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِینَ" (الأعراف: 103)
وفی عصرنا الحاضر تعتبر الشیوعیة والفوضویة من أهم الاتجاهات التی تتبنى الإنکار وتدافع عن المذهب اللادینی، فهما یرتکزان على المادیة ونظریة التّطور. ومؤسسا هذین المذهبین یعتبران من أبرز زعماء الاتجاه اللادینی فی عصرنا، بید أن رحیلهما عن العالم لم یقلل من تأثیرهما، بل مازال هذا التأثیر مستمرّا ویلقى دعما قویا من قبل العدید من الدوائر فی العالم. وعندما یکون الصّراع ضدّ أدیان الکفر فمن الضروری توضیح الوجه الحقیقی لهؤلاء القادة وفضح الأهداف التی یریدون تحقیقها. ومن أجل الوصول إلى فهم سلیم لهذه الأهداف من المفید لنا النظر فی مناهج وأسالیب هؤلاء القادة الذین "یدعون الناس إلى النّار".

  1. أعداء الدین الذین یصدون الناس عن الإیمان بواسطة الظلم

کان الدافع الرئیسی لقادة أمثال لینین وستالین وستروتسکی وماو تسی تونغ الذین تبنوا المادیة وطبقوها على أنظمتهم السیاسیة هو القضاء على الدین. ویوضح کارل مارکس کبیر الشیوعیین کیف یرى الدین من وجهة النظر الشیوعیة المادیة:
"یعتبر الدین مخدرا للشّعوب، فالسعادة الزائفة هی الغایة الحقیقیة لهذه الشعوب".
و فی مقال له بعنوان "موقف حزب العمال إزاء الدّین" یقول لینین فی هذا الموضوع:
"إنّ المارکسیة تماما مثل المادیة، فهی کذلک معادیة للدین دون هوادة، تماما مثل ما کان الأمر مع مادیة موسوعیة القرن الثامن عشر أو مادیة فیورباخ. غیر أنّ الجدلیة المادیة فی نظریة مارکس وإنجلز ذات عمق أبعد من مؤلفی الموسوعیة ومادیة فیورباخ، فقد قامت بتطبیق الفلسفة المادیة فی مجالی التاریخ والعلوم الإجتماعیة. کانت المادیة تقوم على أساس مهم یتمثل فی مکافحة الدّین. غیر أن المارکسیة لم تقف عند حدود مادیتها بل ذهبت إلى أبعد من ذلک، فهی تدعو إلى ضرورة معرفة الطرق والأسالیب التی یمکن بواسطتها مکافحة الدین، ومن أجل تحقیق ذلک لا بدّ من شرح مصدر الإیمان والدّین للشعوب بطریقة مادیة.
ونجد أنّ العداء إزاء الدین، والذی یتوضح من خلال العبارات السابقة قد کان لمارکس دور فاعل فیه حتى أصبح هوالمنهج الشائع فی جمیع الأنظمة الشیوعیة. ورغم أن مارکس لم یعش طویلاَ حتى یدرک طموحه فإن لینین قد ورث عنه میراثه الشریر وأقام نظاما أساسه إنکار الدین، ثم جاء بعده ستالین وطبق هذا النظام بقسوة لا حدود لها.

خلال السنوات التی شهدت قیام ثورات شیوعیة فی روسیا والصین وغیرهما، تم إغلاق المساجد وبیوت العبادة، وکان یتم القضاء بکل قسوة وبشاعة على کل من یعارض هذه الثورات. فلقد قام جوزیف ستالین بارتکاب أکبر المذابح فی تاریخ العالم دمویة، حیث أمر بإعدام أکثر من 20 ملیون شخص. وکذلک الأمر مع "بول بوت" الشیوعی الدکتاتوری فی کامبودیا، فقد کان مسئولاَ عن ذبح نحو ثلاثة ملایین شخص  من بین السکان البالغ عددهم تسعة ملایین نسمة. ومن أشهر هؤلاء کذلک أنور خوجه الزعیم الألبانی الشیوعی الذی أمر بإنزال أقسى العقوبات على کل من یعتنق أی اعتقاد دینی أو یمارس أی نوع من أنواع العبادة، وصرح بالقول أنه "أول من أنشأ أول دولة ملحدة فی العالم".

فهؤلاء هم "فراعنة القرن العشرین" عدیمو الرحمة وفاقدو أی عاطفة أو حبّ، مارسوا العداء الشدید ضد الدین وعذبوا الذین آمنوا من الناس تماما مثلما فعل فرعون من قبل فی قومه. ولقد حدثنا القرآن الکریم عن ظلمه فقال:
"فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّیَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن یَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍِ فِی الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِینَ" )یونس: 83 (

"قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَکُمْ إِنَّهُ لَکَبِیرُکُمُ الَّذِی عَلَّمَکُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُم مِّنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّکُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَیُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى" )طه: (71

" قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَکُمْ إِنَّهُ لَکَبِیرُکُمُ الَّذِی عَلَّمَکُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَیْدِیَکُمْ وَأَرْجُلَکُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّکُمْ أَجْمَعِینَ" )الشورى: (49
  

  1. أنصار الإلحاد یتبعون دین آبائهم

 یبدو الأمر غیر مفهوم حینما یتبع العدید من الناس طغاة یرتکبون المذابح دون رحمة ضد آلاف الناس من النساء والأطفال، بید أن ذلک لا ینطبق فقط على عصرنا. فلقد تحدث القرآن الکریم عن مجتمعات رفضت التخلی عن معتقداتها المنحرفة التی یقولون إنّها "دین أسلافهم". ففی کل مرة یعرض الإیمان بدین الله على الکفار تکون إجابتهم للرسل قائلین إنهم لا یستطیعون التخلی عن عاداتهم السابقة حیث إنها أدیان أجدادهم وآبائهم، یقول تعالى:
"وَإِذَا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ کَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ یَعْقِلُونَ شَیْئاً وَلاَ یَهْتَدُونَ وَمَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُواْ کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمَا لاَ یَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لاَ یَعْقِلُونَ" البقرة: (171- 170)

ولقد وصفت الآیات المذکورة بوضوح وضع غیر المؤمنین الذین یرفضون أی نوع من أنواع الإیمان الدینی وأی شکل من أشکال القیم الأخلاقیة. فما یفعلونه هو فی الواقع محاربة للدین. وقد عزم أعداء الدین هؤلاء فی وقتنا الحاضر على عدم ترک "دین" أجدادهم داروین و لینین و ستالین وماو تسی تونغ الذین آمنوا بهم واتبعوا ما جاؤوا به. فأجدادهم یؤمنون بأن الحیاة وجدت من مادة غیر حیة، وأن الکائنات الحیة نشأ بعضها من بعض نتیجة التزاوج، وأنه لا یوجد خالق خلق کل شیء من العدم. وأصحاب هذا الفکر لا یملکون سوى بعض المعتقدات الخرافیة؛ مثل أن المصادفة والطبیعة هما الخالق، فهاتان القوتان (رغم انعدام الإدراک والحکمة لدیهما) بإمکانهما خلق کائنات ذکیة، والمادة هی الشیء الوحید المطلق والخالد.
والیوم، لازال هناک الکثیرون الذین یؤمنون "بدین أسلافهم"، ویعتقدون اعتقادا أعمى فی هذه الخرافات التی أثبت العلم خطئها مرة بعد أخرى. والغریب أنهم مصرون على الدفاع عنها فی المجلات والجرائد والمؤتمرات دون فهم للمعنى الحقیقی لادعاءاتهم، والسبب فی ذلک أنهم ورثوها  عن أجدادهم. ولقد وضح الله سبحانه وتعالى أن الإنکار أیضا تتوارثه الأجیال جیلا بعد جیل:
"کَذَلِکَ مَا أَتَى الَّذِینَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ" الذاریات: (53- 52)

ولن یهجر هؤلاء الناس أدیانهم الباطلة حتى ولو عرضت علیهم قناطیر من الکتب التی تفند بالدلائل العلمیة والتفسیرات المقنعة ما یوجد فی عقولهم من خرافات. ونتیجة ارتباطهم الأعمى بدین أجدادهم تجدهم فقدوا القدرة على التفکیر والعقل والحکمة وفشلوا فی رؤیة الحقائق الواضحة التی یمکن أن یفهمها حتى الأطفال الصغار. ولقد وصف لنا القرآن الکریم فقدآن الإنسان قدرته على الإدراک والفهم على النحو التالی:
"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ کَثِیراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ یَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْیُنٌ لاَّ یُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ یَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِکَ کَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِکَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الأعراف: 179)

 

توضیح للباطل الذی کان علیه أجدادهم

ولکی نحرر المادیین وأنصار نظریة التطور من أفکارهم المعاندة للحق وکسر ارتباطهم "بدین أجدادهم " ومناقشة تأثیر هذه الأفکار الخاطئة على الشعوب، یجب کشف حقیقة هویة زعمائهم وحقیقة أهدافهم. وأکثر الطرق فاعلیة لتحقیق هذه الغایة هو توفیر جمیع الأدلة وإثبات أن الأفکار التی دعا إلیها هؤلاء القادة لیس لها أیّ أساس علمی. کما یجب مواجهة الحقیقة التی تقول بأن هؤلاء القادة کانوا یمثلون نماذج رئیسیة، بید أنهم لم یکونوا المفکرین المثالیین أو الأبطال الذین ینبغی أن یوجدوا فی الساحة، بل إنهم هم الذین أدخلوا الفساد على أخلاق المجتمع، وکل من یملک عقلا راجحا لن یقع أبدا فریسة لهذه الأفکار المنحرفة.
فینبغی على أتباع هؤلاء القادة الضّالین الذین "یدعون الشعوب إلى النّار" عدم نسیان حقیقة مهمة وهی أنّ  لینین و ستالین و داروین و ماو تسی تونغ و أنجلز وغیرهم قد تأکدوا من هذه الحقیقة عند رؤیة ملائکة الموت، فشهدوا أن القوة لله عزَّ وجل، وأن الإنسان لم یُترک سدى، وأن جمیع المخلوقات تخضع لقدرة الله وحده، الله الذی خلقهم من عدم، وتأکدوا کذلک أن الموت لیس هو النهایة وإنما هو بدایة حساب صعب وعقاب عسیر یستمر إلى الأبد وأنهم لن یهربوا أبدًا مما کسبت أیدیهم.
قد لا تجد هذه الحقائق القبول لدى هؤلاء الذین اتبعوا قادتهم و زعماءهم، ولکن عندما تأخذ ملائکة الموت أرواحهم وتضرب ظهورهم ووجوههم سوف یدرکون حینئذ الحقیقة العظیمة بوضوح کما أدرکها من قبل فرعون والذین معه. غیر أنّ إدراکهم للحقیقة سوف یکون متأخراً، وسیکون طلبهم الرّجوع إلى الدنیا لتصحیح أخطائهم وذنوبهم دون جدوى، وحینئذٍ سوف یلومون هؤلاء الذین قادوهم إلى جهنم ویدعون الله أن یذیقهم العذاب الألیم، وسیندمون أشدّ النّدم لأنهم لم یسمعوا تحذیرات رسل الله تعالى. و یبین الله لنا فی القرآن الکریم الحساب الذی سوف یتلقاه هؤلاء فی الدار الآخرة إلا إذا تابوا واعترفوا بذنوبهم:
"وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلاَ بِالَّذِی بَیْنَ یَدَیْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ یَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ یَقُولُ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا لَوْلاَ أَنتُمْ لَکُنَّا مُؤْمِنِینَ قَالَ الَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا لِلَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاکُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءکُم بَلْ کُنتُم مُّجْرِمِینَ وَقَالَ الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِینَ اسْتَکْبَرُوا بَلْ مَکْرُ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّکْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِی أَعْنَاقِ الَّذِینَ کَفَرُوا هَلْ یُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ" (سبأ: 31-33)

"هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَکُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِکُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِی النَّارِ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِیّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ" (ص: 59- 64)

"وَقَیَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَیَّنُوا لَهُم مَّا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ فِی أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ کَانُوا خَاسِرِینَ وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِیهِ لَعَلَّکُمْ تَغْلِبُونَ  فَلَنُذِیقَنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا عَذَاباً شَدِیداً وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِی کَانُوا یَعْمَلُونَ ذَلِکَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِیهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا کَانُوا بِآیَاتِنَا یَجْحَدُونَ وَقَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَیْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِیَکُونَا مِنَ الْأَسْفَلِینَ" (فصلت: 25- 29)

ویبشر الله عزَّ وجل المؤمنین الذین آمنوا به وکرسوا حیاتهم لإبلاغ رسالة الإسلام وعاشوا وفق أحکام القرآن:
"إِنَّ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلَائِکَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی کُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِیَاؤُکُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَفِی الْآخِرَةِ وَلَکُمْ فِیهَا مَا تَشْتَهِی أَنفُسُکُمْ وَلَکُمْ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِیمٍ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ" (فصلت: 30-33).

الخاتمة
قد یقضی الإنسان فترة طویلة من حیاته أو حیاته کلها منکرًا للدین، أو ربما یسعى إلى القیام بأعمال هدفها تخریب الدین، غیر أنه إذا تأمل تأمّلا صادقا وتبع فطرته سوف یدرک مدى صحة أساسیات الدین الحق وبساطتها، وإذا تاب سوف ینال رحمة الله ومغفرته. ویجب على کل إنسان أن یعلم أن أحدا من زعماء الکفر وقادته لا یمکن أبدا أن یکون شفیعا له عند الله یوم القیامة، والله عزَّ وجل ربّ العالمین هو ولی الذین آمنوا وکفیلهم الحقیقی. ویذکر القرآن الکریم الکلمات التی یقولها الإنسان المؤمن:
"تَدْعُونَنِی لِأَکْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِکَ بِهِ مَا لَیْسَ لِی بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوکُمْ إِلَى الْعَزِیزِ الْغَفَّارِ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِی إِلَیْهِ لَیْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِی الدُّنْیَا وَلاَ فِی الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِینَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ" (غافر: 42- 43)

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد