یهتم العالم الغربی الیوم بشأن المنظمات التی تمارس
الإرهاب تحت اسم الإسلام وهو غیر مخطئ فی هذا الأمر. ومن الواضح أهمیة
محاکمة هذا الإرهاب الخارجی ومن یؤیده طبقا لمعاییر القضاء الدولی. و یجب
أن نلاحظ تلک المسألة الهامة وهی أن اتباع استراتیجیات طویلة المدى ستحقق
حلولا ناجحة لمثل هذه المشاکل.
ومما سبق، نرى أنه لا توجد صلة بین الإسلام والإرهاب الذی یعتبر جریمة
ضد الإنسانیة کلها. وعرضنا أیضا التناقض التام والواضح فی تعبیر "الإرهاب
الإسلامی"، ویمکن ان نورد الملاحظات المهمة التالیة:
والی جانب المقاییس القضائیة التی ستقدم لمکافحة الإرهاب ، هناک حاجة ماسة لإطلاق حملة تربیة نشطة فی جمیع أنحاء العالم . ویحب أن تکون أساسیات هذه التربیة هی کشف زیف الدارونیة والمادیة وتوضیح وشرح القیم العلیا التی امرنا بها الله . ومن السهل العیش فی سلام والاستقرار إذا ما طبقت القیم الأخلاقیة للدین الحقیقی وبدون ردم هذا المستنفع لن یتخلص العالم من الکوارث .
أملنا الوحید هو أن هذه القیم ستساعد العالم على التخلص من الإرهاب وکل أشکال البربریة والوحشیة المتعصبة الأخرى. وکدولة مسیحیة، تعرف الولایات المتحدة نفسها بـأنها " أمة تحت حکم الله " "یجب أن تکون صدیقة للمسلمین ویلفت الله انتباهنا إلى هذه الحقیقة فی القرآن الکریم :
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الْیَهُودَوَالَّذِینَ أَشْرَکُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ یَسْتَکْبِرُونَ" (المائدة : 82 )
ونرى فی التاریخ أن بعض الجاهلین ( مثل الصلیبیین ) الذین فشلوا فی فهم هذه الحقیقة قد سببوا نزاعات بین الأدیان. ولمنع تکرار مثل هذا السیناریو الذی یظهر بانتشار شعارات مثل "صراع الحضارات " أو " الجهاد ضد الغرب " یجب أن یتحد ویتعاون المسلمون والمسیحیون.
وتشیر التطورات التی وقعت إثر هذه الأحداث الخطیرة إلى أن بذرة هذا التعاون قد بدأت تنبت. فهذا العمل الإرهابی الخطیر الذی أرق المسلمین والمسیحیین أدى إلى محاولة العدید من المسیحیین معرفة الدین الإسلامی وجعل المسلمین یبذلون مجهودا أکبر فی توضیح مبادئ الإسلام الحقیقیة کما وردت فی القرآن .
والأخبار السارة هی أن کل هذه التطورات ستوضح للناس نقاء القیم الإسلامیة وستشقی نفوسهم من أی تمییز او إجحاف ضد المسلمین. وسیکون القرن الواحد والعشرون بإذن الله هو الوقت الذی سیعرف فیه الناس أن نشر قیم الإسلام هو الطریق الوحید لتحقیق السلام المنتظر على أرضنا.
" هُوَ اللهُ الخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى یُسَبِّحُ لَهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِیزُ الحَکِیمُ "
( الحشر : 24 ).