الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

خاتمة: توصیات للعالم الغربی

خاتمة: توصیات للعالم الغربی

یهتم العالم الغربی الیوم بشأن المنظمات التی تمارس الإرهاب تحت اسم الإسلام وهو غیر مخطئ فی هذا الأمر. ومن الواضح أهمیة محاکمة هذا الإرهاب الخارجی ومن یؤیده طبقا لمعاییر القضاء الدولی. و یجب أن نلاحظ تلک المسألة الهامة وهی أن اتباع استراتیجیات طویلة المدى ستحقق حلولا ناجحة لمثل هذه المشاکل.
ومما سبق، نرى أنه لا توجد صلة بین الإسلام والإرهاب الذی یعتبر جریمة ضد الإنسانیة کلها. وعرضنا أیضا التناقض التام والواضح فی تعبیر "الإرهاب الإسلامی"، ویمکن ان نورد الملاحظات المهمة التالیة:

  1. تتطلب الظروف الحالیة أن تتصرف کل البلدان بالحذر والحیطة والحکمة . فسیناریو "صراع الحضارات" السیء الذی طرح، واحد من الأخطار التی تهدد العالم کله، ولن یستفید منه أحد. ویجب أن تتعلم شعوب العالم کیف یحب بعضها البعض ویتعایشوا جنبا إلى جنب فی سلام ویتناقلون العلم فیما بینهم ویدرس کل منهم تاریخ الآخر وإنجازاته فی الدین والأدب والفن والفلسفة والعلم والتکنولوجیا والتراث، وعندها سیغنی کل منهم حیاة الآخر إغناء حقیقیا.
  1. یجب التوسع فی نشر الأنشطة التی تعرض الإسلام الحقیقی. وینبغی ألا تکون محاربة الجماعات المتطرفة فی البلدان الإسلامیة هی الحل. بل على العکس، فمثل هذه السیاسة ستدفع الناس إلى رد الفعل المعاکس. والحل هو نشر الإسلام الحقیقی وإیجاد المسلم القدوة الذی یتصرف ویتعامل بقیم القرآن الکریم مثل حقوق الإنسان، والدیمقراطیة، والحریة والأخلاق والعلم والروحانیات والجمال وکل ما یوفر السعادة والرخاء للإنسانیة. ویجب أن یشرح المسلمون القیم الأخلاقیة للقرآن وسنة الرسول علیه الصلاة والسلام. وتقع على کاهل المسلمین مسئولیة الحفاظ على الإسلام من عبث هؤلاء الذین یسیؤون فهمه وتطبیقه (مما یؤدی إلى مزید من سوء الفهم للإسلام). ویتعین وضع الإسلام بین الأیدی الأمینة التی تعیش من خلال تطبیق القیم الإسلامیة والسنة المحمدیة. 
  1. یکمن المصدر الحقیقی للإرهاب فی الجهل والتعصب. وتعد التربیة هی الحل الأمثل للقضاء على الإرهاب. فالتربیة هی التی تسحب البساط من تحت أقدام هذا الإرهاب، فالإرهاب ضد السلام تماما، وهو لا یحترم الإسلام بل یؤذیه کما یؤذى المسلمین والإنسانیة کلها.
  2. یجب ابتکار حلول تربویة طویلة الأمد لمکافحة الإرهاب الذی ینبع من الأیدلوجیات الشیوعیة والفاشیة والعنصریة. ففی العدید من دول العالم فی وقتنا الحاضر تمثل المفاهیم الدارونیة أساس النظام التعلیمی. وکما وضحت سابقا، فإن الداروینیة أیدلوجیة خاطئة ترى أن الإنسان حیوان تطور فقط من خلال الصراع من أجل البقاء، وهو الشیء الذی کون القواعد الأساسیة للإرهاب،  وهی الفکر الذی تنبأ بأن البقاء فقط للأقوى. وتعتبر نتائج الحروب فضیعة فهی مثل مستنقع کبیر لن تکف عن إغراق العالم بالکوارث.

والی جانب المقاییس القضائیة التی ستقدم لمکافحة الإرهاب ، هناک حاجة ماسة لإطلاق حملة تربیة نشطة فی جمیع أنحاء العالم . ویحب أن تکون أساسیات هذه التربیة هی کشف زیف الدارونیة والمادیة وتوضیح وشرح القیم العلیا التی امرنا بها الله . ومن السهل العیش فی سلام والاستقرار إذا ما طبقت القیم الأخلاقیة للدین الحقیقی وبدون ردم هذا المستنفع لن یتخلص العالم من الکوارث .


أملنا الوحید هو أن هذه القیم ستساعد العالم على التخلص من الإرهاب وکل أشکال البربریة والوحشیة المتعصبة الأخرى. وکدولة مسیحیة، تعرف الولایات المتحدة نفسها بـأنها " أمة تحت حکم الله " "یجب أن تکون صدیقة للمسلمین ویلفت الله انتباهنا إلى هذه الحقیقة فی القرآن الکریم :


 " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الْیَهُودَوَالَّذِینَ أَشْرَکُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ یَسْتَکْبِرُونَ" (المائدة : 82 )

ونرى فی التاریخ أن بعض الجاهلین ( مثل الصلیبیین ) الذین فشلوا فی فهم هذه الحقیقة قد سببوا نزاعات بین الأدیان. ولمنع تکرار مثل هذا السیناریو الذی یظهر بانتشار شعارات مثل  "صراع الحضارات " أو " الجهاد ضد الغرب " یجب أن یتحد ویتعاون المسلمون والمسیحیون.

 وتشیر التطورات التی وقعت إثر هذه الأحداث الخطیرة إلى أن بذرة هذا التعاون قد بدأت تنبت. فهذا العمل الإرهابی الخطیر الذی أرق المسلمین والمسیحیین أدى إلى محاولة العدید من المسیحیین معرفة الدین الإسلامی وجعل المسلمین یبذلون مجهودا أکبر فی توضیح مبادئ الإسلام الحقیقیة کما وردت فی القرآن .


 والأخبار السارة هی أن کل هذه التطورات ستوضح للناس نقاء القیم الإسلامیة وستشقی نفوسهم من أی تمییز او إجحاف ضد المسلمین. وسیکون القرن الواحد والعشرون بإذن الله هو الوقت الذی سیعرف فیه الناس أن نشر قیم الإسلام هو الطریق الوحید لتحقیق السلام المنتظر على أرضنا.

 



" هُوَ اللهُ الخَالِقُ الْبَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى یُسَبِّحُ لَهُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِیزُ الحَکِیمُ "


( الحشر : 24 ).


نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد