الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الخاتمة

الخاتمة

 

 

    المؤمنون هم هؤلاء الذین یحیون بإذعان وتسلیم خالص لله تعالى, مدرکین أنه ما من  شیء, مهما کان دقیقا إلا وقد خلقه الله تعالى وقدّره حسب خطة معلومة. ومع أن المؤمنین قد یتعرضون لکافة أشکال الصعاب والمحن خلال حیاتهم, إلا أنهم لن یشعروا أبدا بالأسف أو یقولون "لیت هذا الأمر ما حدث   …."، فهم یؤمنون أنه لا بد وأن یکون هناک خیرا وهدفا سماویا وراء کل حدث. و لهذا فهم یحیون فی راحة و طمأنینة, حتى فی أحلک الظروف. بینما, الکافرون الغافلون عن هذه الحقیقة, یشعرون بقلق عظیم عندما تواجههم مواقف سیئة حسب نظرهم، فسرعان ما یجتاحهم الیأس و القنوط.  والحقیقة هی أن الإنسان بطبعه یبحث دوما عن العون والأمن بسبب ما قد تحدثه له المصاعب و المحن والمتاعب  من آلام جسدیة ونفسیة. لکن هذه المصاعب والمحن والمتاعب التی یتعرض لها من انقطعت صلته بالله تعالى تصبح کوارث علیه فلا یرى فیها سوى الشر والوبال، و هو لن ینجح أبدا فی تحریر نفسه من الخوف سواء من  المستقبل أو من الموت أو من المرض أو الفقر.

      إن الخلاص الوحید للإنسان هو فی تذکر أن الله تعالى قد خلق ووضع کل حدث لهدف سام ولخیر مؤکد. والمؤمن یتوکل على الله تعالى حق توکله عندما یبقى مدرکا لهذه الحقیقة، و یسلک بنفسه مسلک العابد المخلص، ولکن هذا لا یعنی أن یکون صامدا فحسب خلال هذه  المحن  بل  یصبر و یحتسب. ومن خصائص المؤمن الأخرى دوام  التقرب إلى الله تعالى بالصلاة وحسن التوکل علیه, والیقین بأن ما یقع هو من عنده تعالى.

   فی هذه الحیاة الدنیا، یبتلى المؤمن بأنواع عدیدة من الامتحانات وهو یسیر نحو الله تعالى للفوز بالجنة. و خلال هذه الامتحاات, یسعى المؤمن بخطى ثابتة وعزم کبیر لکسب رضاه  تعالى و جنته. وغایته أن یفوز برضى الله تعالى وینجی نفسه من عذاب جهنم, وهو فی أثناء ذلک یرى الخیر فی کل ما یقع له ومن حوله. ومع أنه قد لا یدرک الخیر إلا أنه یتذکر دوما أن الله تعالى هو العالم بحکمة کل شیء. فالمؤمن جاء إلى هذه الدنیا لیعمرها حینا من الوقت, وعندما تحین ساعة انتقاله إلى الآخرة یأتیه الأمر بذلک. والله تعالى یخبرنا عن هذه النهایة الحتمیة التی ستقع لجمیع عباده المتقین العاملین العابدین, قال تعالى: (وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَ قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِینَ * وَ قَالُوا الحَمْدُ للهِ الَّذِی صَدَقنَا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَیْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِینَ* وَ تَرَى المَلائِکَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِینَ) (سورة الزمر:73-74).   

   

 

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد