الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الأعشاش التی تبنیها الکائنات الحیة المختلفة

الأعشاش التی تبنیها الکائنات الحیة المختلفة

نحل "البامبوس" :یتمیز هذا النوع من النحل بتضحیة وتفان فریدین عند بنائه لخلیته، فالملکة الشابة تبدأ فی البحث عن أنسب مکان لإنشاء الخلیة قبل أن تبدأ بوضع بیضها بفترة قصیرة، وبعد أن تجد المکان المناسب، تکون المرحلة اللاّحقة هی إیجاد المواد اللازمة لبناء الخلیة من ریش أو عشب أو ورقة نباتیة.

فی البدایة تبنی الملکة مکانا خاصا بحجم کرة المنضدة فی وسط الخلیة وتبنیه بواسطة المواد الأولیة التی تجمعها من المحیط الذی توجد فیه، أما المرحلة الآتیة فتتمثل فی عملیة جمع الغذاء للخلیة. فعندما تخرج الملکة تبدأ بالتحلیق راسمة دوائر وهمیة فی الهواء واتجاهها أثناء التحلیق یکون نحو الخلیة دوما وبهذه الطریقة تتذکر موقع خلیتها ولا تنساه، وتقوم بجمع رحیق الأزهار أو لب العسل وعندما ترى الکمیة کافیة تعود لتفرغ ما فی بطنها فی المکان المخصص فی الخلیة. أما الجزء الّذی لا یمکن التّغذّی منه فلا تلفظه خارج الخلیة بل تستخدمه فی صناعة سائل لاصق یفید فی لصق المواد البنائیة للخلیة إضافة إلى دوره کعازل حراری. وبعد تغذیها من هذا العسل تبدأ بإفراز مادة الشمع إضافة إلى استخدامها رحیق الأزهار الذی جمعته فی عمل غرف صغیرة کرویة الشکل لتضع فیها من 8-18 بیضة والتی ستفقس عن أول نحلات عاملة فی الخلیة وتقوم الملکة بسدّ هذه الغرف وما حولها برحیق الأزهار سدا محکما.

ویتم وضع البیض فی هذه الغرف بترتیب محکم لا فوضى فیه. والمهمة الرئیسیة الأخرى هی تغذیة هذه العاملات, لذا تقوم الملکة الشابة بإنشاء أوعیة خاصة من الشّمع تضع فیها خلاصة العسل, وبعد فترة تکوین تتراوح ما بین أربعة و خمسة أیام تجد العاملات الخارجات من البیض غذاء جاهزا لها قوامه لبّ العسل ورحیق الأزهار .

ولو أمعنا النظر فی هذه العملیة بکافة تفاصیلها لوجدنا أمامنا حیوانا غیر عاقل وعدیم المنطق ولکنه یستطیع استخدام خلاصة العسل کأفضل عامل بناء بالإضافة إلى تفانیه لإنشاء خلیة ملیئة بالأفراد الصحیحین النشیطین. أمّا طول هذه الحشرة فلا یتجاوز بضعة سنتمترات. و أول ما یتبادر إلى أذهاننا من سؤال هو لماذا کلّ هذا الإیثار والتضحیة من قبل الملکة ؟ فالملکة بعد خروج العاملات من البیض لا تکسب شیئا ذا بال، بالإضافة إلى وجود احتمال ترکها لخلیتها التی أنشأتها عند قدوم ملکة أخرى تزاحمها فیها. بلا شک هناک سبب لتفانیها هذا وتحملها کل هذا الجهد الدّؤوب وهو الإلهام الإلهی الذی یوجه باقی الکائنات الحیة أیضا. إذن فلا مکان فی عالم الأحیاء لمفهوم الأنانیة التی یقول بها دعاة التطور (43).

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد