الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

کیف تبنی الطیور أعشاشها الفخمة؟

کیف تبنی الطیور أعشاشها الفخمة؟

تعرف الطیور على أنها من أبرع الکائنات الحیة فی بناء أعشاشها، ولکل نوع من أنواع الطیور طریقة فی بناء عشه ولا یخطئ أبدا فی بناء العش حسب الطریقة التی اعتاد علیها. و أهم سبب لإنشاء الطیور أعشاشها کون بیضها وفراخها التی تخرج من البیض بعد فقسها على درجة کبیرة من الضعف، وخصوصا عندما تذهب الأم للصید, فالصغار یبقون بدون أیة وسیلة للدفاع عن النفس، ولکن المکان الذی یتم اختیاره لبناء العش یعتبر الوسیلة للدفاع مثل قمم الأشجار والثقوب الموجودة فی جذوعها أو سفوح الجبال والتلال وکذلک بین الأعشاب إذ یتم إخفاء العش بمنتهى البراعة والإتقان حفاظا على حیاة الصغار .

والدور الثانی والمهم للعش هو الحفاظ على الصغار من تأثیر البرد القارس لأن الصغار یخرجون من البیض بدون ریش إضافة إلى عدم قدرتهم على الحرکة بحریة و بالتالی عدم استطاعتهم تحریک عضلاتهم بسهولة، لذا تکون الطیور مجبرة على بناء أعشاشها بمنأى عن البرد حفاظا على الصغار. وأبسط مثال على هذه الأعشاش " العش المحاک "فهو یوفر الدفء اللازم للصغار, وبناء هذه الأعشاش صعب للغایة ویتطلب دقة متناهیة, فالأنثى تقوم ببناء هذا النوع من العش فی فترة طویلة وبجهد بالغ وتقوم بفرش داخل العش بالریش والشعر والألیاف لعزلها عن التأثیرات الحراریة للبیئة الخارجیة (29). وتوفیر المواد الأولیة لبناء أی نوع من أنواع الأعشاش یعتبر خطوة مهمة جدا، وتقوم الطیور طیلة الیوم بجمع هذه المواد الأولیة فمناقیر الطیور ومخالبها مخلوقة لتلائم هذه المهمة. وعملیة بناء العش مهمة الأنثى أما مهمة الذکر فتتمثل فی اختیار المکان الملائم. وتستفید الطیور فی بناء أعشاشها من مواد أولیة مثل الطین و الورق النباتی اللبلاب وحتى الشعر أو الورق، وخصائص أی عش تعتمد على المواد الأولیة المستعملة وعلى الطریقة التی یستخدمها ذلک الطیر فی بناء عشه. وتبنى الأعشاش اعتمادا على مرونة المواد الأولیة ومتانتها وصلابتها، فالطیور تختار المواد التی یمکن طیها أو مدها عند بناء العش. والتنوع فی هذه المواد یجعل العش أکثر أمنا للفراخ, فخلط الطین والألیاف یحول دون حدوث أی فطر فی جدران العش.

والطیور بعد أن تجمع المواد الأولیة تبدأ بتکوین الخلیط اللازم لبناء العش، والطیر الذی یتبع هذه الوسیلة فی البناء هو الخطاف أو النون الذی یبنی عشه على حافة الهاویة أو على جدران المبانی والباحات الخارجیة فیقوم بلصق عشه بجدرانها بنوع من الخیلط اللاصق، وهذه الخلیط یحصل علیه بطریقة عملیة جدا, فأولا یقوم بجمع الطین والرماد فی منقاره ویحملهما إلى المکان الذی أزمع بناء العش فیه ومن ثم یجعل الطین مزیجا لزجا بعد إفراز مواد خاصة ویمسح سطح الهاویة بهذه المادة اللزجة حتى یعطی العش الشکل النهائی على شکل أصیص مدور مجوف و یملأ داخل الأصیص بالحشیش والطحلب والریش وغالبا ما یبنی عشه تحت نتوء صخری کی تحمیه الصخرة من تأثیر الأمطار المتساقطة التی ربما تزیل تماسک الطین المتین الذی یؤدی إلى هدم العش برمته (30).

وبعض الطیور التی تعیش فی جنوب إفریقیا وتدعى بـأنثوسکویوس تبنی عشها من قسمین, القسم الأول منه لحضن البیض, وهناک مدخلان للعش أحدهما سری والآخر للتمویه ضد خطر الأعداء (31). من جانب آخر یقوم أحد الطیور فی أمریکا من جنس sar?asmag?ller ببناء عشه بالقرب من خلیة النحل البری لأن هذا النحل یحول دون اقتراب الأعداء المشترکین کالأفاعی والببغاء والقرود وخصوصا أحد أنواع البعوض الذی یشکل خطرا بالنسبة إلى هذه الطیور (32). وبذلک تنجح الأم فی الحفاظ على حیاة صغارها من خطر الأعداء .

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد