الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الذین یجعلون لله أنداداً بإسم الله وبإسم الدین

إِنَّ اللّهَ لاَ یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِکَ لِمَن یَشَاء وَمَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِیمًا ) النساء 48)




الذین یجعلون لله أنداداً بإسم الله وبإسم الدین

فی آخر الفصل السابق، تکلمنا عن المشرکین الذین ضلوا عن جوهر الإسلام و جعلوا لله الأنداد والشرکاء بإختلاقهم وفرضهم على الناس، بإسمه تعالى مختلف التشریعات و القوانین، بالإضافة إلى الحدود والوصایا التی لیس لها أی علاقة بالإسلام. لقد غیر هؤلاء فی الدین لجعله یتناسب مع أهوائهم ورغباتهم و مصالحهم، وحرفوه عن جوهره الحقیقی، وخلقوا بالتالی دین تملؤه الخرافات وأسموه الإسلام. غیر أن محتویات هذا الدین تختلف جداً عن الدین الحقیقی الذی أنزله الله تعالى.

وبهذه الطریقة، فإنهم لم یجروا أنفسهم فقط إلى الشرک، بل أعداداً کبیرة من الناس معهم. إن الناس الغیر مدرکون لجوهر القیم الأخلاقیة الإسلامیة و لتعالیم الإسلام الصحیحة یتبنون هذا الدین المشوه الجدید، بل والأسوأ من ذلک أنهم ینظرون إلى هؤلاء "الزعماء" على أنهم مشرعون شرعیون من دون الله. وکنتیجة لذلک، فإنهم یتبنون الشرک على علم منهم، وذلک بإنحرافهم وجعل الشرکاء له تعالى وتقدیس زعمائهم الذین ضلوا، کما فعل الّذین من قبلهم:

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِیحَ ابْنَ مَرْیَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِیَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا یُشْرِکُونَ (التوبة:31)

إن الآیات التالیة تصف طریقة تفکیر المجتمعات المشرکة ومنطقه:

وَکَذَلِکَ زَیَّنَ لِکَثِیرٍ مِنْ الْمُشْرِکِینَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَکَاؤُهُمْ لِیُرْدُوهُمْ وَلِیَلْبِسُوا عَلَیْهِمْ دِینَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا یَفْتَرُونَ (137) وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا یَطْعَمُهَا إِلاَّ مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا یَذْکُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَیْهَا افْتِرَاءً عَلَیْهِ سَیَجْزِیهِمْ بِمَا کَانُوا یَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِی بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُکُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ یَکُنْ مَیْتَةً فَهُمْ فِیهِ شُرَکَاءُ سَیَجْزِیهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَکِیمٌ عَلِیمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِینَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَیْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمْ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا کَانُوا مُهْتَدِینَ (140) ( الأنعام 140-137)

کما تظهر لنا هذه الآیات، فإن لدى المشرکین نزعة إلى تحریم نعم الله و ما أحل بوضعهم تشریعاتهم الخاصة بإسم الدین. إن عقلیتهم التی تقوم على التحریم مشوهة للدین. ویرکز القرآن على أباطیلهم وأکاذیبهم الموجهة ضد الله تعالى. وکما یظهر من ذلک، فإن هؤلاء الأشخاص یظهرون بإسم الله ویدعون أنهم یعملون لدینه. فتخبرنا الآیة الأولى أنهم ینشرون الإرباک فى الأمور الدینیة، وتخبرنا الآیة الثانیة أنهم ینشؤون دیناً مختلفاً تماماً، دیناً لا یأذن به الله ولا یرضاه:

أَمْ لَهُمْ شُرَکَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّینِ مَا لَمْ یَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا کَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ (الشورى 21)

لیس مهم إلى أی مدى یظهرون متمسکین بالدین، ولیس مهم مراقبتهم وتأدیتهم للشعائر الدینیة، ولیس مهم إلى أی مدى یدعون أنهم مخلصین وورعین، فهم فی نظره تعالى لیسوا إلا مشرکین.ویطلعنا القرآن کیف أن المشرکین إلتزموا بنفس المقتقدات المنحرفة ثم قاموا بتوریثها من جیل إلى جیل:

{سَیَقُولُ الَّذِینَ أَشْرَکُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَکْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَیْءٍ کَذَلِکَ کَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَکُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ} (الأنعام 148)

تخبرنا هذه الآیة کیف أن المشرکین یتبعون ظنونهم وأهوائهم لتحریف الحقائق الدینیة. بعض الآیات الأخرى تصف کیف أنهم یفضلون دین أسلافهم المشوه على الإسلام:

بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَکَذَلِکَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ فِی قَرْیَةٍ مِنْ نَذِیرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُکُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَیْهِ آبَاءَکُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ کَافِرُونَ (24) (الزخرف 24-22)

بإصرارهم الأعمى على الإستمرار على دینهم السلفی، یرفض المشرکون الإستماع إلى المنطق. إن ذلک، أضف إلیه عقلیتهم المتزمتة، المنحازة والمنحرفة، مذکور فی آیات عدیدة منها:

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَیْنَا عَلَیْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آبَاؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً وَلا یَهْتَدُونَ (البقرة: 170)

وَإِذَا قِیلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَیْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ کَانَ آبَاؤُهُمْ لا یَعْلَمُونَ شَیْئاً وَلا یَهْتَدُونَ (المائدة 104)

حتى الآن، رأینا کیف أن المشرکین ینحرفون عن الطریق القویم بسبب عدم اتخاذهم القرآن کأساس عقائدی لهم. بدلاً من ذلک فإنهم یفضلون إتباع إرث أجدادهم، أعمالهم وعلمهم الذی ورثوه عنهم. فإذا حرم أجدادهم ما أحل الله، إتبعوهم فی ذلک. غیر أن اتباع ملل الأجداد لیس من الدین الحق فی شیء. فالذین یخافون الله تعالى ویتقوه ویسعون إلى رضوانه علیهم أن یلتزموا فقط بالتشریعات الصادرة عن القرآن وعن الرسول (ص)، وعدم اتباع تقالید الأجداد.

إذا تأملنا فی الآیات التی تتناول المشرکین نجد أن بعض هؤلاء یشکلون فرق إجتماعیة تملک من الصفات، العقائد، والترکیبات المشترکة ما یمیزها عن غیرها من فرق مشرکی الأدیان الأخرى:

إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَالَّذِینَ هَادُوا وَالصَّابِئِینَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِینَ أَشْرَکُوا إِنَّ اللَّهَ یَفْصِلُ بَیْنَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ شَهِیدٌ (الحج 17)

إن السمة المشترکة لبعض الفرق المذکورة هنا هی أنهم أعضاء فی نظامهم العقائدی الخاص. من الواضح أن ما یقصد هنا هو الفرق الباطلة التی تبنت نظامها العقائدی الخاص. ولکن من هم هؤلاء؟

نجد الإجابة عن هذا السؤال عند عرب ما قبل الإسلام. فقد هذه المجتمعات بتبنی نظام عقائدی وتعبدی خاص بها، ومنحرف عن الدین الّذی أتى به النبی إبراهیم (ع). فهم عبدوا الأصنام ولکنهم لم ینکروا وجود الله تعالى. ومع أنهم أدرکوا أنه تعالى موجود إلا أنهم إعتبروا آلهتهم مساوین له، وهکذا انحدروا نحو الشرک. وحتى أنهم زعموا أن آلهتهم تشفع لهم أمامه تعالى:

وَیَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا یَضُرُّهُمْ وَلا یَنْفَعُهُمْ وَیَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا یَعْلَمُ فِی السَّمَوَاتِ وَلا فِی الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا یُشْرِکُونَ (یونس 18)

یخبرنا القرآن أن هؤلاء المشرکین کانوا یذهبون إلى الحج، یستقبلون الحجاج، یزورون الکعبة، یصلون وینفقون المال فی سبیل الله تعالى. بکلام آخر، فإنهم کانوا یعتبرون أنفسهم أفراداً مخلصین وملتزمین. ولکن بما أنهم لم یفردوه تعالى بالعبادة، وبما أنهم کانوا یؤدون هذه الأعمال فی سیاق نظامهم الشرکی، فإن هذه الأعمال لم تعُد علیهم بأیة فائدة.لیس مهم إلى أی مدى إعتقدوا أنهم کانوا مخلصین، أتقیاء أو متفانین لله، وقد حرم الله علیهم دخول المسجد الحرام :

یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِکُونَ نَجَسٌ فَلا یَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَیْلَةً فَسَوْفَ یُغْنِیکُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ حَکِیمٌ (28) (التوبة28)

بما أن القرآن موجه إلى الناس المعاصرین لکل زمان ومکان، فعلینا أن نتأمل کیف تنطبق حِکَمَه فی یومنا هذا. إن الآیات التی تخص المشرکین، إو تصرفات وعقلیة الذین فرقوا دینهم بإسم الإسلام، والذین اتبعوهم ودعوا غیرهم إلى فعل ذلک أیضاً، تصف بوضوح هؤلاء القوم. إذاً، فالأشخاص المعاصرین فی هذه الأیام الذین یتصرفون بنفس الطریقة ویتشابهون فی العقلیة مع من ذکرنا، والذین یتعبدون بدین إبتدعوه، هؤلاء تتطابق أوصافهم مع وصف المشرکین فی الآیات. الیوم، فی الواقع، فی زمن تنتشر فیه المعتقدات الباطلة بإسم الدین، فإن الذین یضعون القوانین والفرائض، الذین یحددون الحلال والحرام، والذین یتبعونهم، یشکلون الفرق المشرکة الثی تفتری الکذب على الله تعالى، تلتزم بدین الأجداد عوضاً عن دینه تعالى وتقول على الله ما لا تعلم.

بالإضافة الى ذلک، یزعم هؤلاء ان دینهم هو الدین الصحیح وأنهم هم المؤمنون الحقیقیون. ولهذا السبب، فقد حرفوا فی دینهم وتحولوا إلى الشرک. بغض النظر عن الوقت والمکان، فقد کان هؤلاء دائماً ما یرفضون الرسل المرسلة إلیهم لإعادتهم إلى الدین الصحیح، معتبرین أنفسهم مخلصین وثابتین على الإیمان. حتى أن بعضهم اتهم رسل الله بافتراء الأکاذیب على الله (آل عمران 78 وسبأ 8)، وهذه الإتهامات هی نفسها قُذف بها نبیّنا محمد (ص)، کما تطلعنا سورة الشورى 24.

آیات أخرى تشیر إلى هؤلاء المشرکین:

وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْکَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ کَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَیْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلأ مِنْهُمْ أَنْ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِکُمْ إِنَّ هَذَا لَشَیْءٌ یُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِی الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَؤُنزِلَ عَلَیْهِ الذِّکْرُ مِنْ بَیْنِنَا بَلْ هُمْ فِی شَکٍّ مِنْ ذِکْرِی بَلْ لَمَّا یَذُوقُوا عَذَابِ (8) (ص 8-4)

بإقناع أنفسهم أنهم على الصراط القویم، فإن هؤلاء القوم لن یتقبلوا واقع أنهم کانوا مشرکین حتى فی یوم الحساب:

وَیَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَکُوا أَیْنَ شُرَکَاؤُکُمْ الَّذِینَ کُنتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَکُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ (23) (الأنعام 23-22)

کما تُطلعنا هذه الآیات، فإن ما یکمن فی قلوب الإشخاص " الأتقیاء " الذین یجعلون لله أنداداً هو إلتزامهم بالقوانین التی ابتدعوها بإسم الدین، عوضاً عن التی أنزلها الله تعالى. ولکن هذا لیس السبب الوحید لتحول الذین یتخذون هدیاً غیر القرآن إلى الشرک. فقبل کل ذلک، فهم یضلون بسبب فشلهم فی التعرف إلى الله تعالى وتقدیره حق قدره جاعلین بذلک آلهتهم تتساوى مع الله. وعدا عن ذلک، فإن حبهم ومفهومهم لله لا علاقة له بما ذکر فی القرآن فی هذا الشأن. فالسبیل الوحید لقدر الله حق قدره وفهم دینه بالطریقة الصحیحة یکون بأن نتخذ القرآن مرشداً وهادیاً لنا.

وَیَوْمَ نَبْعَثُ فِی کُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً عَلَیْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِکَ شَهِیداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَیْکَ الْکِتَابَ تِبْیَاناً لِکُلِّ شَیْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِینَ (النحل 89)

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد