الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

المقدّمة

إِنَّ اللّهَ لاَ یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِکَ لِمَن یَشَاء وَمَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِیمًا ) النساء 48)



المقدّمة        

یعلم معظم الناس أن الشرک إثم عظیم، ولکنهم لا یعتقدون بتبتاً أن له أیّة علاقة بهم. فهم یظنّون أنّ المشرکین، الموصوفون بأنّهم یجعلون لله الشرکاء، هم فقط أشخاصاً یعبدون الأصنام المنحوتة من الصخر والخشب، کما کان یفعل العرب الأوائل قبل الإسلام، الذین کانوا یعبدون الأصنام فی الکعبة. غیر أن الشرک فی الواقع قد یکون أخفى بکثیر من ذلک، وهو فی الحقیقة منتشر الیوم بکثرة فی العدید من المجتمعات.

یشمل الشرک کل هدف یضعه الإنسان لا یقصد به وجه الله تعالى، أو أن یضع رجاءه فی شخص ما أو سبب من الأسباب معتمداً على هذه الجهات فی تحقیق آماله ورغباته، وهو مؤمن بأن هذه الأشخاص أو الجهات تملک القوّة والقدرة المستقلة عن الله. فمتى فهمنا حقیقة الشرک والطریقة التی یتخفى بها، فإن علینا أن ننظر إلیه کظاهرة قریبة جداً منا.

إن الشرک بالله أعظم إثم على الإطلاق. فهو إثم لا یغتفر وبالتالی یقود صاحبه إلى جهنم. فإذاً، على من یخشى الله ویعترف بربوبیته ویطمع بجنته أن یظل متیقظاً حیال هذا الأمر الخطیر. غیر أن الناس لیس باستطاعتهم تجنب هذا الإثم العظیم ما لم یعلموا تماماً ماهیة الشرک وما هی الأمور التی تنضوی تحته وتؤدی إلیه.

لقد ألف هذا الکتاب بهدف إظهار أن الشرک المذکور فی القرآن منتشر بکثرة فی مجتمعنا المعاصر. فنأمل أن یحقق هدفه المنشود وأن یساعد الناس بالتبرأ من أوثانهم والعودة إلى الله تعالى وحده بکل إخلاص، خالق کل شیء.

بالإضافة إلى ذلک، فإن الشرک على رأس قائمة الآثام التی یجب إجتنابها، لأن الذین یجعلون مع الله شرکاء مذنبون بإرتکابهم إثم کبیر بحقه. وقد ذکر الله فی القرآن الکریم انه تعالى یغفر الذنوب کلها إلا أن یشرک به. فالشرک ذنب کبیر وافتراء عظیم:

إِنَّ اللّهَ لاَ یَغْفِرُ أَن یُشْرَکَ بِهِ وَیَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِکَ لِمَن یَشَاء وَمَن یُشْرِکْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِیدًا ( النساء:116)

هنا تکمن أهمیّة إجتناب الشرک. فبما أنالله لا یغفر هذا الذنب العظیم، فإنه یدعو الناس إلى إجتنابه بکل الوسائل والأثمان وذلک بالإمتناع عن الشرک به تعالى. فمثلاً، فإن النبی لقمان (ع) کان یقول لإبنه وهو یعظه:

وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ یَعِظُهُ یَا بُنَیَّ لَا تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (لقمان:13)

سبب آخر لإحجتناب الشرک هو أنه یذهب بکل أعمال الإنسان هباءً ویجعلها حسرات علیه بسبب ضلال سعیه:

وَلَقَدْ أُوحِیَ إِلَیْکَ وَإِلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکَ لَئِنْ أَشْرَکْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ وَلَتَکُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِینَ (الزمر:65)

من الواضح أن الشرک بالله ذنب خطیر یودی بالإنسان إلى جهنم. فإذاً، على من یخشى الله ویعترف بربوبیته ویطمع بجنته أن یظل متیقظاً حیال هذا الأمر الخطیر. غیر أن الناس لیس باستطاعتهم تجنب هذا الإثم العظیم ما لم یعلموا تماماً ماهیة الشرک وما هی الأمور التی تنضوی تحته وتؤدی إلیه.

لقد ألف هذا الکتاب بهدف إظهار أن الشرک المذکور فی القرآن منتشر بکثرة فی مجتمعنا المعاصر. فنأمل أن یحقق هدفه المنشود وأن یعین الناس على التبرأ من أوثانهم والعودة إلى الله تعالى وحده بکل إخلاص، خالق کل شیء.

على القارئ أن یدرک أیضاً أن الشرک لیس مقتصراً على الأزمنة الغابرة أو المجتمعات البدائیة، بل هو أقرب إلیهم ممّا یظنون. ولهذا، فإنه یجب أن یشکل إهتماماً کبیراً بالنسبة إلیهم. إن الذین یشعرون بعدم حاجتهم للتفکر فی هذا الأمر لن یتمکنوا من الإستفادة من المعلومات المذکورة فی هذا الکتاب. بمعنى آخر، إذا کان هؤلاء یمارسون الشرک فإنهم سیبقون على هذه الحال وسیلقون الله تعالى بهذا الذنب العظیم.

فإذاً، علیک بقراءة هذا الکتاب بتمعن وإخلاص وکأنه کتب خصیصاً لک. تفکر فیه یصدقٍ وتأمل بالأمثلة القرآنیة، ثم قرر ما إذا کانت معتقداتک وأعمالک تمت إلى الشرک بأیة صلة. بما أننا جمیعاً ضعفاء وقابلین للوقوع فی الخطأ، فإن ما یهم هو معرفة أخطائنا وتصحیحها فوراً.                      

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد