الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الخلاصة: جـاء الحـق وزهق الباطل

إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ ألله الإِسْـلاَمُ (سورة آل عمران: 19)





الخلاصة: جـاء الحـق وزهق الباطل

عبر التاریخ الممتدّ عبد الناس تماثیل من الخشب والحجر وتوسلوا لها طلبا للنّفع، وخافُوها معتقدین أنها مطّلعة على أحوالهم، واعتقدوا أیضا أنها یمکن أن تغضب منهم إذا ارتکبوا الخطایا. وعندما نقول بوذا فنحن نعنی بوذا التّمثال. والبوذیون یجعلون بوذا ندًّا لله تعالى. أما هؤلاء الذین استهوتهم هذه الأفکار فرکبوا موجتها وأصبحوا بوذیین من أجل جذب انتباه الآخرین فهم لا یدرون درجة الخدیعة التی وقعوا فیها. فهؤلاء لا یؤمنون بحیاة أخرویة خالدة، ولا یؤمنون بجنة أو نار، ولم یدر بخلدهم أنهم سوف یبعثون ثانیة ویحاسبون أمام الله تعالى. وهؤلاء تصیبهم الدهشة والاستغراب عندما یدعون لاتباع الحقّ لأنهم یظنون واهمین أنهم على الحقّ.

ولقد واجه جمیع الرّسل الذین حذروا الناس من دیانات الکفر، ودعوهم لتوحید الله تعالى مواقف تتسم بالجحود والإعراض، وقد ذکر لنا القرآن الکریم جوانب من هذه المواقف: (وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْکَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ کَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَیْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِکُمْ إِنَّ هَذَا لَشَیْءٌ یُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِی الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ) (سورة ص: 4-7).

من خلال هذا الکتاب ندعو جمیع البوذیین والذین ساقتهم مشاعرهم لسبب ما للتّعاطف مع هذه الدیانة الوهمیة، لأن یفهموا حقیقة بأنّه لا إله إلاّ الله، وبأن یعترفوا بوحدانیة الله تعالى وهیمنته على کل شیء. وندعوهم بأن یدخلوا فی الإسلام دین إبراهیم وموسى وعیسى علیهم السلام، ودین النّبی محمد صلى الله علیه وسلم. لا شک أنّ الذی وجد أجداده وآباءه یؤمنون بهذه الدیانات بما فیها من الشرک یجد من الصعوبة على نفسه فی البدایة اتخاذ قرار بهجرها وترکها. لکنه بعد التخلی عن هذه المعبودات الزائفة التى أشرکها مع الله تعالى لن یعرف سوى إله واحد یعبده ویوحّده. وهذا الإله الواحد هو الذی یجده عند الشدة، وهو الذی یستجیب له إذا دعاه ویسمعه إذا ناداه، وهو الذی یجیره إذا استجار به، ویشفیه إذا مرض ویواسیه إذا حزن.

إنّه ربّ العالمین الذى خلق هذه الأرض وسواها بعلمه الأزلی وقدرته التی أذعن لها کل شیء: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن یَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ) (سورة التکویر: 29)، وقال تعالى مخبرا عن نفسه: (إِنِّی تَوَکَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّی وَرَبِّکُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِیَتِهَا إِنَّ رَبِّی عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ) (سورة هود: 56).

إنّ الشیطان یمکن أن یلقی فی قلب البوذیین- شأنهم شأن جمیع البشر- أنه من غیر الممکن الإفلات من الشرک، لکن ینبغی أن یفهم أن هذه مجرد وساوس یبثها الشیطان فی النفوس، فکما أخبر القرآن الکریم یأتی الشیطان یوم القیامة ویقول لأتباعه: (وَقَالَ الشَّیْطَانُ لَمَّا قُضِیَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَکُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّکُمْ فَأَخْلَفْتُکُمْ وَمَا کَانَ لِیَ عَلَیْکُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُکُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِی فَلاَ تَلُومُونِی وَلُومُواْ أَنفُسَکُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِکُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِیَّ إِنِّی کَفَرْتُ بِمَا أَشْرَکْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ) (سورة إبراهیم: 22)

قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا یُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا یُعِیدُ (34:49)

وهؤلاء الذین أشرکوا بالله أشیاء أخرى سوف یجدون أنفسهم بلا نصیر یقطع نفوسهم النّدم بعد ان خدعهم الشیطان. وکما هو معلوم فالخلاص من الشرک یعنی التوجه بإخلاص إلى الله تعالى وعبادته وتوحیده، وتغییر النظرة إلى نفسه وإلى الناس وإلى العالم من حوله. وهذا یعنی الثقة الکاملة فی الله فی کل الحالات والالتزام بمبادئ القرآن وسلوکه. ولا شک أن هذا الإخلاص یجلب نعم الله وتأییده ورحمته وبرکاته. فالله وحده هو الذی یهدی الإنسان سبل الخیر والسلام ویقیه من وساس الشیطان ونزغاته.

إنّ کل من یسلم أمره لله یدرک أن السعادة الحقیقیة والطمأنینة الحقیقیة لا تکمن إلا فی الإیمان والتوحید. أما البوذیة فهی خدیعة من خدع الدنیا وضلالاتها، والله تعالى یبشر المؤمنین فی القرآن الکریم بقوله: (وَمَن یَتَّقِ اللَّهَ یَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَیَرْزُقْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ وَمَن یَتَوَکَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِکُلِّ شَیْءٍ قَدْراً ) (سورة الطلاق: 2-3)

ولهذا السّبب فإنّ الشخص الذى یتوب من خطئه بعد أن کان مشرکا بالله تعالى یتعین علیه أن یهجر الأصنام التی کان یعبدها دون أدنى تردد. ولذلک ینبغی على کل من یعتبر بوذا إلها (تعالى الله عما یصفون) یسمع ویرى کل شیء ویرضى ویغضب أن یفکّر ملیّا ویهجر هذه الأصنام وینأى بنفسه عنها. وینبغی على الذین استحوذت علیهم فکرة "الکرما" فأنکروا الآخرة أن یستعملوا عقولهم وینقذوا أنفسهم من هذه الخدیعة لأنّ ( هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِیهِ وَبَاطِلٌ مَّا کَانُواْ یَعْمَلُونَ) (الأعراف: 139).

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد