الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

هل یمکن أن تکون البوذیة دیـنا حقا تم تحریفه

هل یمکن أن تکون البوذیة دیـنا حقا تم تحریفه

رغم أننا حتى الآن قد بحثنا البوذیة باعتبارها وهما وزیفا، علینا القول بأنها تتضمن بعض المبادىء الأخلاقیة

الأیجابیة، فکتب البوذیة تحذر الناس من السرقة وتشجعهم على مساعدة بعضهم البعض وتطهیر أنفسهم من الأنانیة والطموحات الهابطة. وکل ذلک یوحی بأن البوذیة بدأت دینا سماویا قائما على الوحی وفسدت بمرور الزمن.

یقول تعالى فی القرآن الکریم أنه قد بعث لکل أمة رسـولا لیبلغهم الدین الحق:

(إِنَّا أَرْسَلْنَاکَ بِالْحَقِّ بَشِیراً وَنَذِیراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِیهَا نَذِیرٌ ) (سورة فاطر: 24).

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُواْ فِی الأَرْضِ فَانظُرُواْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ ) (سورة النحل: 36). وفى مکان آخر من القرآن یقول تعالى :( وَلِکُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِیَ بَیْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ یُظْلَمُونَ) ( سورة یونس: 10)

(وَتَرَى کُلَّ أُمَّةٍ جَاثِیَةً کُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى کِتَابِهَا الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (سورة الجاثیة: 28)

إنّ هذه الآیات تبین لنا أنّ الله تعالى قد یکون أرسل رسولا للهنود؛ وقد یکون سـیدارسـا قـوتامـا واحدًا منهم, فالبوذیة تشبه الأدیان السّماویة فی بعض أرکانها، ثم إنّ الرسل جاؤوا عبر التاریخ لکشف الحقیقة نفسها للبشریة، ولکن بعد رحیلهم عمد أتباعهم إلى تحریف هذه الحقائق. وفی الحقیقة فإن تعالیم قـوتاما قد فقدت جذورها بعد وفاته، وصـارت محرفة بالطریقة التى هی علیها الیوم مزیجا من أدیان وثقافات البلاد التی انتشرت فیها، وحوت داخلها الأساطیر المحلیة المختلفة والخرافات.

وفى تلک الحالة، بدون شک، تصبح السیرة الشخصیة لسیدارسا قـوتاما مختلفة تماما عن القصص الأسطوریة التى نعرفها عنه الیوم. وتوجد نسخ متضاربة عن قصة حیاته، مما یعطى دلالة واضحة أن الحقیقة ربما تکون مختلفة کثیرًا عن "التاریخ " الذى ألفناه الیوم. إنّ أحد مبادىء الأخلاق الصحیحة التی روجت لها البوذیة تقود للاعتقـاد بأن البوذیة ربما تطورت من دین توحیدی. ویوضح الباحث الغربی ج. م. روبرتسـون العقیدة البوذیة فیما یسمیه "سلسلة الأنبیاء" بقـوله:

"... البوذیة لا تزعم أنها دین جـدید، فالتقالید المتوارثة تؤید کونها انتشرت عدة مرات من قبل، وقوتاما واحد فقط مـن سلسـلة طـویـلة من البوذیین الذین ظهروا على فترات وتناقلوا الدین نفسه. ویوجد تسجیل لأسـماء أربعة وعشرین من هؤلاء البوذیین الذین ظهروا قبل قوتاما. ویقال إنه، وبعد وفاة کل بـوذا منهم تنتعش دیانته لبعض الوقت ثمّ تنتهى. وبعد نسیانها، یظهر بوذا آخر لیبشر بما یسمى الدّارمـا، أی الحقیقة ".

کلّ ذلک ینبىء بأنّ البوذیة ربما تکون واحدة من الاعتقادات المنحرفة التى جاءت للتخلص من أثر الأنبیاء. ومن ناحیة أخرى، فإن البوذیة تضع بناء محافظا یذکر بأحد التحریفات التقلیدیة التى یمکن أن تحدث خلال فترة انحلال الدّین الحق.

فی القرآن الکریم یقول الله سبحانه وتعالى إنّ المسیحیین والیهود قد وقعوا فى الفخ نفسه، وأغرقوا دینهم بتفاصیل ومحرمات لا طائل منهـا، وکمثال لذلک فإنّ الأفکار الخاطئة فی البوذیة حول الانزواء عن المجتمع وإخضاع النفس للتعذیب قد ظهرت أیضا فی المسیحیة بعد تحریفها عـبر السنین، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن ذلک فی القرآن الکریم:

(ثُمَّ قَفَّیْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّیْنَا بِعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ وَآتَیْنَاهُ الْإِنجِیلَ وَجَعَلْنَا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِیَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا کَتَبْنَاهَا عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَایَتِهَا فَآتَیْنَا الَّذِینَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَکَثِیرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (سورة الحدید : 27)

قـد تکون البوذیة دیانة حقیقیة حرّفت بعد انتشار الرهبانیة. وبالتأکید تکون قد شوّهت أکثر من الیهودیة و المسیحیة. لکن بالرغم من التحریف الذی دخل على هاتین الدیانتین إلا أنهما ما یزالان یؤمنان به. وحتى لو جاء جوهر البوذیة من مصدر إلهی، فقد ابتعدت هذه الدیانة بشکل کامل عن ذلک الجوهر وأصبحت غارقة فی طقوس وهمیة مع بقاء مبادىء أخلاقیة قلیلة جدًّا.

ومن جانب آخر فالبوذیة تشبه المعتقدات التوحیدیة مثل الیهودیة والمسیحیة والإسلام؛ فهی أیضا تؤمن بنهایة العالم، وتؤمن بمخلّص للبشریة – مثل المسیح عند الیهود والمسیحیین؛ والمهدی عند المسلمین.

آخر الزمان هو الفترة التى تسبق قیام الساعة، وفی القرآن الکریم وأحادیث الرّسول صلى الله علیه وسلم عدد من الإشارات بأنّ الاسلام سوف ینتشر فى کل العالم. ویخبر القرآن الکریم بأن عیسى علیه السلام لم یمت، وأنه لم یقتل بل رُفع إلى السّماء وهو ما یزال حیا، وأنه سوف یعود إلى الأرض مرّة أخرى. وقد أخبرنا النبیّ صلى الله علیه وسلم أیضا بأنّ المسیح علیه السلام سوف یعود إلى الدنیا مرة ثانیة. وعند عودته، و أثناء وجوده على الأرض سوف تملأ الأرض عدلاً وسلامًا وخیرًا. وبینت أحادیث النبی علیه الصلاة والسلاة أنّ المهدیّ سوف یساعد المسیح علیه السلام فی رسالته المبارکة ( لمزید من التفاصیل انظر کتاب هارون یحیى "المسیح سوف یعود".).

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِی کُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَیْهِ الضَّلالَةُ فَسِیرُواْ فِی الأَرْضِ فَانظُرُواْ کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ (16:36)

وتبین أحادیث الرّسول صلى الله علیه وسلم أنّ آخر الزّمان یتمیز بمرحلتین اثنتین؛ فی المرحلة الأولى یُنکر وجود الله تعالى جهرًا، ویقلّ الناس المؤمنون الذین یلتزمون بقیم الدین، وتصبح الحیاة أکثر صعوبة ومشقة، ویشیع القلق بسبب قلة الخیرات، وتکون فی الأرض مجاعات وکوارث طبیعیة، وینتشر الظلم، وتکثر الحروب والنزاعات، وتسیطر القسوة على القلوب وتقل المحبة والرّحمة. ثم بعد ذلک تتعافى البشریة من الکفر والفلسفات اللادینیة التى هی المصدر الحقیقی لآلامهم، ویرجع الناس إلى الدین. وتنتهی النزاعات، وینهزم الظلم ووتتبدّد القسوة. ویشع نور الأمن والسلام، وینعم الناس بالطمأنینة والرفاهیة بعد عانوا من القلق والظلم. وسوف ینعم العالم کله بالرّخاء والخیر.

وفی الإسلام، کما هو الأمر فی الیهودیة والمسیحیة، هنالک إیمان بالمهدی وبعودة المسیح وبآخـر الزمان. وفی الإنجیل الذى یتکون من العهد القدیم (التّوراة وکتب الیهود الأخرى) والعهد الجدید ( الأناجیل الأربعة وکتب أخرى ورسائل) هناک عدة أوصاف لآخر الزّمان. والأناجیل بصفة خاصة تشیر إلى عودة المسیح علیه السلام.

إنّ اسم عیسى لم یرد فى التوراة، غیر أن التوراة نفسها تخبر بمجیء بمجیء مسیح مخلص من نسل داوود علیه السلام. وفى بعض المواضع من التوراة هناک إشارات إلى ما سوف یحدث فى آخر الزمان. والمسیح الذى تمّ التبشیر بمقدمه وورد الحدیث عن أعماله فى التوراة هو- کما ذکر القرآن الکریم- عیسى علیه السلام. وبالإضافة إلى اسم "المسیح" تطلق علیه صفات أخرى مثل "الملک" و "الرب" (بمعنى السیّد المربّی) و"کثیر الخیرات".

تِلْکَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَیْکَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَیِّنَاتِ فَمَا کَانُواْ لِیُؤْمِنُواْ بِمَا کَذَّبُواْ مِن قَبْلُ کَذَلِکَ یَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْکَافِرِینَ (7:101)

وتتحدث التوراة عن مجیء المسیح، وقد قیل الکثیر عن المملکة التى سوف یقیمها على الأرض. ومما ورد أنه سوف جمیع الأمم تحت رایة واحدة، وأنّه من نسل داوود علیه السلام، وأنه یشبهه ( حکم داوود علیه السلام فی زمانه بلادًا واسعة). وقد جاء فی بعض فقرات التوراة ما یلی:

"سوف یشتّت أعداء الرّب، وتُرسل علیهم الصواعق من السّماء، وسوف یسود حکمه أنحاء الأرض، ویهب القوة لملیکه، و یعلی من قوّة المسیح". (صاموئیل الأول 2: 10)

"وفى أیام هؤلاء الملوک، سوف یقیم رب السماوات مملکة لن تنهار، ولن یُترک حکمها للآخرین، وهذه الممالک کلها سوف یدمرها هو وینهیها، وسوف یبقى هو خالدا إلى الأبد". ( دانیال 2: 44)

"هذا هو عبدى الذی أیدته، اخترته وداخل نفسه تسری روحی، وأسبغت علیه من روحی، سوف یجلب العدل للأمم؛ لن یصرخ فى وجه أحد، ولن یرفع صـوته لیسمع من فى الطرقات. لن یکسر مزمارًا مخدوشا ولن یطفىء فتیلا منیرًا، سوف یبلغُ بالعدل الحقیقة، لن یفشل ولن ینکسر عزمه حتى یؤسس للعدل فى الأرض مقاما، وسوف ینتظر الناس شریعته ... أنا الربّ نادیتک بحق، وسوف أشدّ على یدیک، سوف أحفظک وأعطیک میثاقا لکی تُفتح العیون العمیاء، وینطلق أحرارا کلّ السجناء، وسوف أمنحک نورًا تهدی به الأمم" ( أشعیا 42: 1 -7 ).

"... وبالحق سوف یحکمُ الفقراء، وسوف یحکم البلاد بالعدل رحمة بالبؤساء، سوف یضرب الأرض بعصاه، وبأنفاس شفتیه سوف یقتل الأشرار، وسوف تکون الحقیقة لخاصرته حزامًا" (أشعیا11: 1- 10).

وتقدم التوراة معلومات کثیرة جدا عن عودة عیسى علیه السلام إلى الأرض:

"لأننی ذاهب لکی أعد لک مکانًا، وإذا ذهبت وأعددت لک مکانا، سوف أحضر وآخذک، وتکون معی حیثما کنتُ" ( یوحنا 14: 2-3).

"إنّ یسوع سوف یعود مرة أخرى تماما مثلما رأیتموه یسیر نحو السّماء" (قوانین1: 11).

"لذا إذا قیل لکم، إن یسوع فی الصّحراء فلا تذهبوا، أو قیل لکم انظروا هو فی داخل الغرف فلا تصدّقوا ذلک، فابن آدم سوف یکون مثل البرق الذی یلمع من الشرق فیضیء أرکان الغرب". (متا 24: 26- 27).

"إن الخالق تبارک وتقدس، ملک الملوک وربّ الأرباب، والذی هو وحده له الخلود، الحیّ، الذی لم یره أی إنسان ولن یراه أی إنسان سوف یظهر المسیح فی الزمان المحدد، فله المجد والقوة إلى الأبد (تیموتوسا الرّسالة الأولى 6: 15-16).

عند عودة عیسى علیه السلام سوف یکون الأمر والحکم بیده، وفترة حکمه هذه سوف تتمیز بالعدل والثراء والأخلاق الطیبة. وقد وردت فی الإنجیل بعض المعلومات عن هذا الموضوع:

"بورک فى ذوی الأحلام، لأنهم سوف یرثون الأرض" ( متا 5:5).

"لهذا السبب صلوا على هذا النحو ... لیأتِ الملکُ..." ( ماثیو6 :9 -10).

"سوف یکون هنالک بکاء وصریر للأسنان، عندما ترون إبراهیم وإسحاق و یعقوب وجمیع الأنبیاء فی مملکة الرّب، وأنتم مطرودون، سوف یأتون من الشرق ومن الغرب، من الشمال ومن الجنوب، ویجلسون فى جنة الربّ. وحقا سوف یتقدّم متأخرون ویتأخر أوائل" (لوقا 13: 28- 30).

إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَیْتَ النَّاسَ یَدْخُلُونَ فِی دِینِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ کَانَ تَوَّاباً (110:1-3)

کما ذکرنا سابقا، فإنّ البوذیة أیضا تتنبأ بقدوم مسیح مخلّص. وقد قال بوذا إنه بعد مرور ألف عام من بعده سوف یجیء المیتیا (أو میتریا) ویُتم دینه ورحمته على العالم. وحول هذا الموضوع نورد بعض ما جاء فی مصادر بوذیة من دولتین مختلفتین.

أولا من مصادر بورما:

"یقول بوذا لصاریبوتا: إنّ عهدنا عهد سعید، عاش فیها ثلاثة زعماء: کاکوساندا و کانوکاما و کاسابا. بوذا العظیم هو أنا، ولکن بعدی یجیء میتریا. ومع استمرار هذا العهد السعید، وقبل أن تنقضی سنواته سوف یکون بوذا العظیم هذا، الذی یقال له میتریا زعیم کل البشریة".


وَاللّهُ یَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَیَهْدِی مَن یَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ {25} لِّلَّذِینَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِیَادَةٌ وَلاَ یَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِکَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ (10:25-26)

المثال الثانى من مصادر سایلان:

"أنا لست أول بوذا جاء إلى الأرض، ولن أکون آخرهم. بعد وقت ما سوف یجیء بوذا آخر إلى الدنیا، ویکون مستنیرًا بالأنوار المقدسة، سلوکه یعبقُ بالحکمة، خیّرٌ، ولا یشبهه أحدٌ ... وسوف یکشف لکم الحقائق التی علمتکم إیاها، وسوف یبلّغ دینه ... سوف یبلغ الدّین الحق الذی أعلنته لکم. إن أتباعه سوف یعدون بالآلاف بینما لا یتجاوز أتباعی بضع مئات. وهو یُدعى میتریـا".

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد