الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الإسلام العربی

دعوة إلی الحقیقة

الجرائم الناتجة عن الکفر

الجرائم الناتجة عن الکفر

"وَالَّذِینَ لَا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا یَزْنُونَ وَمَن یَفْعَلْ ذَلِکَ یَلْقَ أَثَامًا." (سورة الفرقان: 68)

إن البعد عن قیم الإسلام یصیب المجتمع بأضرار کثیرة، من بینها انتشار قسوة القلب، والغضب، والعنف. إذ یسهل على الکافرین ارتکاب جریمة القتل عندما یشعرون أن مصالحهم فی خطر أو عندما یعجزون عن التحکم فی الغضب الذی یشعرون به تجاه شخص آخر.

وهناک أناس کثیرون تدفعهم شرارة من الغیرة أو الغضب إلى طعن شخص آخر حتى الموت بدون أی سبب، أو إلى قتل أحد أفراد الأسرة المقربین أو شخص غریب عنهم. وأضف إلى تلک الصورة، السفاحین والقتلة المأجورین. ولا شک فی أن الصحف ونشرات الأخبار التلیفزیونیة التی تزخر بقصص جرائم القتل تعد مؤشرات على الانحلال الأخلاقی الناتج عن الکفر.

ویُقتل یومیا عشرات الآلاف من الناس حول العالم. فهناک أناس یقتلون سائقی سیارات الأجرة فی منتصف اللیل من أجل حفنة من المال. وهناک الکثیر من القتلة المأجورین الذین یکسبون رزقهم من قتل أناس لا یعرفونهم. ویلجأ هؤلاء الناس فی الغالب إلى ذرائع غیر منطقیة مثل "إذا لم آخذ هذا المال، فسأموت من الجوع". وتحدث کل هذه الأفعال العنیفة نتیجة لحیاة لا تعرف أن لوجودها غایة إلهیة.

Time, 25 March 1996

یسهل على أولئک الذین لا یراعون حدود الله ارتکاب جریمة القتل.

وهناک أناس یقتلون من أجل المتعة فقط، وسفاحون یمتهنون ذبح الأبریاء. کما أن هناک أناسا یقتلون آباءهم وأمهاتهم أو یستأجرون شخصا آخر لیقتلهم لا لشیء إلا لکی یرثوا ثرواتهم. وهناک أیضا من یرتکبون جرائم القتل بدافع الغیرة، وآخرون تدفعهم الرغبة فی الانتقام إلى الانتظار لسنوات من أجل الأخذ بثأرهم. وهناک من یقتلون أشخاصا غرباء عنهم تماما لأنهم لا یحبون الطریقة التی ینظرون بها إلیهم. وهناک کذلک من یذبحون عائلة بأکملها، بما فی ذلک النساء والأطفال، بسبب عداء دموی. وهناک أیضا من یغیرون على ریاض الأطفال ویرهبون القلوب الصغیرة. هناک أمثلة کثیرة جدا ولا توجد نهایة للأخبار السیئة التی تنشر فی الصحف کل یوم.


Newsweek, 2 July 2001

Time, 19 March 2001

إن أحد الأسباب فی حدوث کل ما سبق یتجسد فی تجاهل الآیة المذکورة أدناه:

"وَالَّذِینَ لَا یَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا یَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا یَزْنُونَ وَمَن یَفْعَلْ ذَلِکَ یَلْقَ أَثَامًا." (سورة الفرقان: 68)

وکما جاء فی الآیة المذکورة أعلاه، یتوعد الله سبحانه وتعالى أولئک الذین یقتلون نفسا بدون حق بعذاب ألیم. ویخبرنا المولى عز وجل أن قتل نفس واحدة یعادل فی إثمه قتل کل الناس. ومع ذلک، ففی عصرنا هذا أصبح الناس کثیرا ما یرتکبون جریمة القتل لأنهم لا یمتثلون لما جاء فی هذه الآیات ولأن قلوبهم لا تخشى الله جل وعلا. وبما أن هؤلاء الناس لا یؤمنون بالیوم الآخر ویتظاهرون بجهلهم بحقیقة أنهم سیُسألون عن مثل هذا العنف فی ذلک الیوم، فإنه یسهل علیهم التصرف بمثل هذه القسوة. ومع ذلک، فإن من المستبعد ألا یتمکن شخص یراعی حدود الله من السیطرة على غضبه فیؤذی شخصا آخر. ویمکن أن یهرب الناس من العدالة فی هذا العالم ولکن بعد الموت یستحیل أن یحدث ذلک فی وجود الله. وعندئذ لن یستطیع المرء أن یهرب من العذاب الأبدی. ویلفت الله انتباهنا إلى هذا الموضوع فی الآیة التالیة:

"إِنَّ الَّذِینَ یَکْفُرُونَ بِآیَاتِ اللّهِ وَیَقْتُلُونَ النَّبِیِّینَ بِغَیْرِ حَقٍّ وَیَقْتُلُونَ الِّذِینَ یَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ." (سورة آل عمران: 21)

أولئک الذین انحرفوا عن طریق الدین القویم ینشئون ذریة قاسیة القلب


إن هؤلاء الأطفال، الذین یتأثرون تأثرا کبیرا بالأفلام، هم نتیجة حتمیة للمجتمعات الکافرة.

لقد احتلت جرائم القتل فی الفترة الأخیرة مکانة بارزة فی أجندة العالم بسبب بعد آخر محزن ألا وهو العنف المتبادل بین الأطفال. فمن خلال حوادث إطلاق النار التی وقعت مؤخرا فی المدارس على ید أطفال، تبینت بوضوح شدید سرعة تأثر الأطفال بالعنف. ذلک أن عقولهم وقلوبهم النقیة قد تشبعت بالبرامج والأفلام التلیفزیونیة الملیئة بمشاهد عنف غیر مسبوقة، لا سیما أن مشاهد القتل، التی تسیطر على بعض الأفلام، تعرض کثیرا من الأطفال للخطر وتظهر الجانب المظلم من الکفر.

إن ما یدفع الشباب فعلیا إلى مثل هذه الکآبة ویجعلهم یمیلون للقسوة هو وجود أناس حادوا عن طریق الدین المستقیم. ذلک أن هؤلاء الناس لا یخافون الله، وعلاوة على ذلک، فهم ینشئون ذریة قاسیة لا تخاف الله. إذ یغرسون فی أطفالهم الضلال بدلا من الرحمة، والتعاطف، والعدالة، والحکمة، وباختصار فهم یزرعون فیهم قیم الکفر. ویوضح دعاء نبی الله نوح، علیه السلام، المذکور فی القرآن الکریم أن کل الکافرین یتصرفون بقسوة:

"وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْکَافِرِینَ دَیَّارًا. إِنَّکَ إِن تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبَادَکَ وَلَا یَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا کَفَّارًا. رَبِّ اغْفِرْ لِی وَلِوَالِدَیَّ وَلِمَن دَخَلَ بَیْتِیَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِینَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِینَ إِلَّا تَبَارًا." (سورة نوح: 26-28)


هذا الطفل الذی یبدو فی قمة البراءة، ارتکب مذبحة مروعة على الرغم من حداثة سنه. وکل الآلام التی یعانی منها هؤلاء الناس الظاهرین فی الصورة ادناه سببها هذا الطفل. إن النهایة قریبة بالنسبة لأی مجتمع لا یزود أطفاله بالقیم. لقد أصبح الارتفاع الکبیر فی أعداد الأطفال القتلة مأساة إنسانیة من کل النواحی.

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد